بعد أقل من شهرين على تكليفه تشكيلها، شكل رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري حكومة جديدة ضمت 30 وزيراً وافقت عليها معظم الأطياف السياسية في البلاد، فيما تعد عودته إلى رئاسة الحكومة تتويجاً لتسوية سياسية شهدت تولي الجنرال المسيحي ميشال عون منصب الرئاسة.
تقرير سهام علي
أخيراً، ولدت حكومة “الوحدة الوطنية” في لبنان، فضمت الجميع ما عدا “حزب الكتائب” الذي رفض المشاركة فيها من دون حقيبة.
لم تتأخر الحكومة كثيراً وجاءت ولادتها القيصرية بسرعة. شكل رئيس الجمهورية ميشال عون، يوم الأحد 18 ديسمبر/كانون الول 2016م، حكومة جديدة مؤلفة من 30 وزيراً تضم القسم الأكبر من الأحزاب والتيارات والمكونات السياسية الأساسية في البلاد.
ومع تطاير الرسائل المباشرة وغير المباشرة في كل اتجاه، بدا أخيراً أن المفاوضات نجحت وأن التوافقات تمت على الحصص، لتولد حكومة ثلاثينية محكومة بجملة من الاعتبارات التي سبقتها.
يقول أحد الوزراء إن الوزير هو من يصنع وزارته، وليست الحقيبة هي التي تصنع الوزير. بالتالي، فإن عدداً من وزراء الدولة الجدد يبدون حماستهم لإثبات جدارة معينة في العناوين التي منحت لهم.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر سياسية أنه كان من الأفضل للحريري أن يتنازل عن حقيبة الثقافة لـ”حزب الكتائب”، لافتة الانتباه إلى أن وجود وزير عن الحزب في مجلس الوزراء هو أمر كان سيفيد الحريري نفسه.
وحكومة الحريري هي الأولى في عهد الرئيس اللبناني ميشال عون الذي انتخب في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016م بموجب التسوية نفسها، بعد شغور رئاسي استمر لأكثر من عامين ونصف عام.
وهذه هي المرة الثانية التي يتولى فيها الحريري رئاسة الحكومة. وكانت المرة الأولى التي تولى رئاستها بين 2009 و2011 حين ترأس حكومة وحدة وطنية.
وكذلك هي الحكومة رقم 64 في تاريخ لبنان المستقل، وقد أريد لها أن تتشكل على وجه السرعة كي لا يتأثر الحريري في نكسة جديدة طالما أن الأجواء ليست على حالها.
واعتبر مراقبون أنّ الرئيس سعد الحريري توّج مسلسل هزائمه السياسية، ومن خلفه المحور الإقليمي الداعم له، بترؤس الحكومة الاولى في عهد الرئيس ميشال عون، مشيرين إلى أنّه لا يملك فيها الثلث المعطّل، وتضمّ أكثرية خصومه، وأسماء لطالما رأى فيها استفزازاً له ولإرث والده الرئيس رفيق الحريري.