تنعكس برودة العلاقة بين القاهرة والرياض عواصفَ في الإعلام المصري، إذ يحذر الإعلاميون المصريون السعودية من سياساتها الكيدية ضد مصر من خلال تحركاتها من ليبيا إلى جيبوتي وصولاً إلى أثيبويا.
تقرير سهام علي
خلّفت زيارة أحمد الخطيب، مستشار الملك سلمان لسد النهضة الأثيوبي، شرخاً بين مصر والسعودية يتسع يوما بعد يوم على صعيد العلاقة المتأزمة بين البلدين. فالخطوة التي أقدمت عليها المملكة سوف توسّع من رقعة الخلاف وتفتح الأبواب واسعة على حرب المكائد بين البلدين.
ووصف الإعلام المصري الزيارة بالمكيدة السياسية والتي تقوم بها المملكة رداً على الموقف المصري الآخذ في التباعد مع المملكة، منذ تصويت مصر لمصلحة المشروع الروسي في مجلس الأمن بشأن الأوضاع في سوريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2016م حيث راح التأزم يخيم على مسار العلاقات بين البلدين.
وعلى خلفية زيارة مسؤول سعودي إلى سد النهضة، هاجم الإعلامي المصري إبراهيم عيسى السعودية، مشيراً إلى أن الأخيرة “تضغط في زيارتها هذه على أمنها القومي”.
وفي السياق، نقلت صحف مصرية عن وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، هجومه على السعودية، قائلاً إنّ زيارة الخطيب “تعدُّ تحركاً خاطئاً وتشكل سابقة خطيرة، وتُعتبر رداً على الخلافات الحالية بين القاهرة والرياض”.
وأضاف علام أنّ الزيارة “تندرج في سياق استكمال الطموحات السعودية بالاستثمار في إثيوبيا ضمن مجموعة من المشروعات الزراعية التي تتجاوز 13 مليار دولار”.
على الجانب السعودي الذي يصدر منه أي توضيح حول سبب الزيارة، حاول الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي التخفيف من أهدافها، زاعماً في حديث صحافي أنّ الهدف “بحث العلاقات والمشاريع الاقتصادية بين الرياض وأديس أبابا ولا تعني انتقاما منهاً”، أي مصر، بسبب موقفها تجاه القضية السورية.
ويؤكد مراقبون استراتيجيون أن السعودية قد أخذت على عاتقها توسيع الخلافات بينها وبين مصر، الأمر الذي قد يدفع القيادة المصرية إلى التفكير في خيارات للرد على استفزازات المملكة المتكررة. ومن بين هذه الخيارات، تأتي إمكانية استخدام ملف اليمن كورقة مناورة مع السعودية الغارقة في المستنقع اليمني، مثلما يعتبر الموقف من سوريا أيضاً ورقة للضغط على السعودية.