على الرغم من التصريحات الرسمية السعودية التي تؤكد ثبات الموقف السعودي من الأزمة السورية، تحدث مراقبون ومعارضون سوريون عن تغير جذري قد يضع مساراً جديداً للحرب.
تقرير دعاء محمد
على وقع تقدم النظام السوري في حلب واتخاذ الحرب منحى جديداً استراتيجياً، وبانتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب زمام السلطة وما سيتخذه من مواقف كان قد أعلنها سابقاً، تتجه الأنظار إلى موقف الرياض بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على حلب.
وقال المعارض السوري منذر خدام إن مواقف الرياض “باتت أكبر من تخليها عن الجماعات المسلحة”، موضحاً أن هناك وساطة “ستلعب دوراً في تغيير جذري في موقف دمشق”. وأكد خدام أن تركيا “تفاوضت مع السعودية وأميركا حول روسيا قبل أن تنتقل إلى المحادثات مع روسيا في الأستانة”.
واعتبر خدام أن أميركا وأوروبا والسعودية وقطر “سلَّمت بالأمر الواقع بعد تغير الواقع الميداني في حلب”، مضيفاً أن “طرد المسلحين من حلب فتح الباب أمام الحل السياسي”، وأشار إلى أن السعودية “ستتخلى عن موقفها من إخراج (الرئيس السوري) بشار الأسد من السلطة”.
وبعيداً عن مواقف المعارضين السوريين المرتفعة أصواتهم من جراء تدهور الواقع الميداني، نقلت وسائل إعلامية عن مصادر مطلعة قولها إن مسؤولين سعوديين قالوا لزوار أميركيين إن الرياض لا تعارض بالضرورة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصاً إذا كان هذا هو رأي الولايات المتحدة.
وقالت المصادر إن جهات سعودية رفيعة المستوى أشارت إلى أنها تريد وضوحاً في الموقف الأميركي لتقرر على أساسه شكل موقفها، وطالبت واشنطن بتحديد موقفها وإبلاغ حلفائها وعدم تركهم لوحدهم أو الانقلاب عليهم.
وأوضح مطلعون على تفاصيل الحراك المتعلق بالأزمة السورية أن السعودية تبدي مرونة في التعامل مع شركائها سواء كانت تركيا أو الولايات المتحدة، ما قد يخلط الأوراق مع انتهاء معركة حلب وبعد تسلم دونالد ترامب السلطة.