حرّم علماء الدين في السعودية المشاركة في احتفالات رأس السنة الميلادية، فيما دعا تنظيم “داعش” أتباعه إلى مهاجمة هذه الاحتفالات، مستلهماً أفكاره من الوهابية، التي ترعاها السعودية.
تقرير مودة اسكندر
لا يزال يخيم شبح الإرهاب على دول أوروبا ومعها الولايات المتحدة، إذ دعا تنظيم داعش الإرهابي، أنصاره لتنفيذ هجمات في أوروبا خلال فترة الأعياد.
وجاء في الرسالة الموجهة لأنصار التنظيم في أوروبا أن الاحتفالات والتجمعات والأسواق والمسارح ودور السينما والمراكز التجارية وحتى المستشفيات “كلها باتت أهداف”. في المقابل، دعت السلطات الاتحادية الأميركية نظيراتها الأمنية إلى توخي الحذر من أن أنصار “داعش” يدعون المتعاطفين معهم إلى مهاجمة التجمعات، بما في ذلك الكنائس، بعد نشر قائمة متاحة للكنائس الأميركية على مواقع مؤيدة لـ”داعش” على الإنترنت.
وجاءت التهديدات التي أطلقها التنظيم متزامنة مع تجديد علماء الدين السعوديين تحريمهم الاحتفال بالأعياد. وأكد عضو “هيئة كبار العلماء” صالح الفوزان أن المشاركة في احتفالات رأس السنة الميلادية “حرام شرعاً”، واصفاً إياها بـ”البدعة الشرعية”. واعتبر الفوزان أنه “لا أصل لمثل هذه الاحتفالات، سواء كان الاحتفال عادة اجتماعية أو دينية”، محذراً من السفر للمشاركة في الاحتفالات المقامة خارج المملكة.
بدوره، طالب الداعية محمد العريفي المبتعثين والمبتعثات بالدول الغربية والدول غير الإسلامية بـ”الامتناع عن حضور احتفالات رأس السنة”. ويبرز التقاطع بين تهديد التنظيم والفتوى بالتحريم، وتقارير أجنبية تتهم فيه السعودية بالمسؤولية عن انتشار الوهابية في أراضيها، بعد أيام من كشف المملكة عن ألفي مواطن سعودي يقاتلون في صفوف “داعشط.
واعتبرت صحيفة “ميدل إيست آي” أن السعودية “تجد نفسها في مأزق بأنّ “داعش” استلهم أفكاره من الوهابية، التي تسود في المملكة”، فيما ألمحت صحيفة “الغارديان” إلى وجود “شيء من التناقض بين عامل التعاون الاستخباري بين بريطانيا والسعودية، والذي يفترض أن يساعد على مقاومة التطرف، وبين حقيقة دعم بريطانيا للسعودية والسلفية الوهابية التي تعتبر عاملاً أساسياً في ظهور الإرهاب”، مشبهة ذلك بـ”ضرب شخص على ساقه، ومن ثم تقديم ضمادات لمداواته”.