أعلنت مصر عن رغبتها بوصول بتحسين علاقتها مع إيران عبر خطوات استثمارية للأخيرة تبدأ من الإعلام، فيما وصف مراقبون خطوات دول الخليج أمام تطورات المنطقة بأنه “دسّ الرأس في التراب”.
تقرير سناء ابراهيم
بالتزامن مع توالي فصول التباعد بين الرياض والقاهرة، والتقاء الأخيرة مع المحور الإيراني الروسي في مواجة الارهاب، أعلنت القاهرة عن فتح أبوابها أمام إيران لإقامة مشاريع اقتصادية تنطلق من باب الإعلام، ما يشير إلى أنّ العلاقة مع طهران أعمق من تلاقي اتجاهات.
وكشف مصادر مصرية أن هناك اتجاهاً لفتح الباب أمام الاستثمارات اﻹيرانية في مصر، في خطوة تهدف لمضايقة الرياض من جهة، وتطوير العلاقات مع طهران من جهة أخرى، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أنّ هذه التمويلات الإيرانية تتعلق بمشاريع إعلامية يقود بعضها شخصيات معروفة، أو على اﻷقل وسطاء، في حين يسترسل الإعلام المصري في انتقاد السعودية ووصف الملك سلمان بـ”الخائن” بحرية في مصر.
وعلى الرغم من أن الاعلام ساهم في تعميق الفجوة بين القاهرة والرياض، إلاّ أنه ليس هو الدافع لتطوير العلاقة بين طهران والقاهرة، إذ أنّ جذور الأزمة السعودية المصرية مرتبطة بردة فعل الرياض على موقف القاهرة من الإرهاب في سوريا والعراق، ووقوفها إلى جانب الأنظمة التي تواجه الجماعات الإرهابية، مع الإشارة إلى أنّ مصر أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2015م دعمها لأي جهد يستهدف مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وذلك تعليقاً على إعلان السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة.
وتزعزع موقع السعودية في اليمن والعراق وسوريا بعد وقوف السعودية إلى جانب الجماعات المسلحة المصنفة إرهابية في عواصم عدّة، والذي تزامن مع حفلة التحالفات الجديدة ووصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية رافعاً شعار محاربة الارهاب في الشرق الأوسط، المنطقة المتجهة إلى تصفية الحسابات. ووضع السلوك السعودي مصر على طريق مجهول، وهو ما أشار إليه أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الإمارات، يوسف اليوسف، واصفاً تعامل السعودية وحكومات الخليج مع الدول العربية ومتغيرات المنطقة بأنه كتصرّف النعامة “حين تدسّ رأسها في التراب”.
يُنبئ المشهد العام أن السياسة في المنطقة متجهة نحو تغيير في التحالفات الاقليمية التي دفعت القاهرة باتجاه مثلث سوريا روسيا إيران، وهو المحور المعاكس لدول الخليج بقيادة السعودية.