تتوالى ردود الفعل على الزيارة الإسرائيلية الغامضة التي جرت في البحرين الأسبوع الماضي بمناسبة عيد الأضواء اليهودي، فيما تكشفت معلومات جديدة في مسلسل تطبيع العلاقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
تقرير سهام علي
تستمر ردود الفعل البحرينية والعربية الغاضبة من زيارة فد من رجال الأعمال اليهود إلى البحرين قبل أيام، حيث أدّوا رقصة “عيد الحانوكاه” في منطقة سار غرب المنامة، بحضور رجال أعمال بحرينيين شاركوا نظراءهم اليهود الرقص.
وأظهرت تسريبات نشرها موقع “ويكليكس” عن تأكيدات ملك البحرين حمد بن عيسى عن علاقة بين المنامة وإسرائيل على المستوى الأمني، أن زيارة الوفد اليهودي ليست مفاجئة، وكذلك ما ذكرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن التقارب بين البحرين والاسرائيليين في السنوات الأخيرة.
وعلّق السيد عبدالله الغريفي، خلال كلمة له في مسجد الإمام الصادق (ع) في المنامة على زيارة الوفد اليهودي مستنكراً بشدة تسهيل النظام البحريني دخوله إلى المنامة، واصفاً الزيارة بـ”الخطوة الصادمة لمشاعر الشّعب البحريني المسلم”. ونقل الغريفي استنكار علماءَ الدِّين في البحرين ووصف الزيارة بالمشؤومة.
بجورها، طالبت “جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني” السلطات البحرينية بالتحقيق في ملابسات زيارة الوفد وتوضيح أسماء من حضر من الجانبين الإسرائيلي والرسمي من البحرين، معتبرة أن الزيارة هي “استفزاز لمشاعر الشعب المتمسك بمقاومة التطبيع مع إسرائيل”.
من جهته، رأى “الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين” أن الزيارة “تمثل أخطر حلقات مسلسل التطبيع مع العدو الذي بدأ منذ سنوات، وآخر حلقاته زيارة وفداً ينتمي إلى حركة “حباد” واستضافته في أحد البيوت البحرينية ومن ثم قيامه باستعراض استفزازي في قلب العاصمة”.
ويؤكد الاتجاه في التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي للنظام البحريني مع إسرائيل ما كشفه نائب ما يسمّى وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل أيوب قرا، بأنه عمل قبل سنوات على إحضار ابنة الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل سرّي، بهدف إجراء عملية جراحية لها، مؤكداً بدء الاتصالات مع المسؤولين البحرينيين منذ ذلك الوقت إلى أن تمّ تعيين اليهودية هدى عزرا نونو كسفيرة للمملكة في الولايات المتحدة.
وأشار قرا إلى أن “اليهود تحوّلوا منذ ذلك الوقت الى أعضاء في الديوان الملكي في البحرين”، مستطرداً “لدينا ممثلية في أبو ظبي وعلاقات جيدة جداً مع المغرب كما لدينا علاقات تقريباً مع جميع الدول الخليجية”، موضحاً أن “العلاقات مع دول المنطقة مثل الأردن ومصر وتركيا هي أفضل من أيّ وقت مضى”.
وتبيّن تصريحات المسؤولين في البحرين، وما تنشره وسائل الإعلام عن العلاقات بين البحرين والاحتلال، أن العلاقات وصلت إلى مدى بعيد، كما جاء على لسان وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، الذي أعلن مراراً عن استعداده للقاء رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.