أخبار عاجلة
آلية عسكرية مدمرة خلال صد الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" محاولة تقدم للجيش السعودي في نجران (صورة من الأرشيف)

اليمن في 2016 تنذر من الرهان على استمرار العدوان

هي أول حرب تشنها السعودية في عهد ملكها الجديد. يرى البعض فيها قراراً متسرعاً غير محوسوب، بينما يرى آخرون أنها الطريقة الوحيدة لتحافظ فيها على نفوذها في المنطقة. فهل نجحت السعودية في حربها على اليمن مع نهاية عام 2016م؟

تقرير سهام علي

منذ بدء التحالف السعودي عدواناً شاملاً على المحافظات اليمنية كافة بحجّة “الشرعية” للرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، حذّر خبراء استراتيجيون السعودية من التسرع ومن العواقب الوخيمة لاستعداء الشعب اليمني.

دعم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما السعودية سياسياً وتسليحياً، إلاّ أنه لفت نظر المسؤولين السعوديين إلى خطرين يهددان أمن المملكة، أولا: دعم “القاعدة” و”داعش” واستخدام هذه التنظيمات كورقة في الداخل، ثانياً: حماية الحدود من توغل القوات اليمنية القادرة على الاختراق، والتمركز في المناطف الحدودية طالما استمر العدوان.

لم تستمع السعودية إلى النصائح الأميركية لعلمها المسبق بأنّ إدارة واشنطن ستمضي في بيع المملكة السلاح، فضلاً على حماية المنطقة في إطار أمن الخليج، وهو ما كادت إدارة أوباما تدخل فيه في أكتوبر/تشرين الأول 2016م، حينما شن الجيش الأميركي ضربات مباشرة بصواريخ “كروز” في البلاد زعمت أنها على مواقع رادار تابعة “لحركة أنصار الله”.

ويرى مراقبون أنّ التعنت السعودي الذي أجهض كل المبادرات اليمنية والأممية في عام 2016م كان مستمدّاً من الدعم الأميركي اللامحدود للعدوان، ولعل أهم المبادرات هي المحادثات التي جرت في الكويت في أبريل/نيسان 2016م واستمرت لأكثر من 90 يوماً، والتي سبقها اتفاق وقف إطلاق النار، كان السادس من نوعه. إلا أنّ التحالف السعودي يكرر حملاته العسكرية على اليمن، في تعداد لمشهد تكرّر عشرات المرات.

وتبيّن أن الفارق هذه المرة هو وقوف السعوديين أمام اختبار حقيقي تجاه إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي أكد في حملاته الانتخابية على مدى شهور أن على الرياض أن تدفع بدلات مالية هائلة مقابل الحماية الأميركية لنظامها داخلياً وخارجياً، وإذا لم تعد تعطي الدولارات، عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا بذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها، وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء أميركا وأعدائها وعلى رأسهم آل سعود، يقول ترامب.

ويرى محللون ومراقبون أنّه بعد معركة تحرير حلب وخسارة المشروع الخليجي في سوريا، ستزداد الجبهات العسكرية السعودية حدّة قبل دخول ترامب البيت الأبيض، سعياً إلى تغيير موازين القوى في الميدان اليمني.

ويشير مراقبون إلى أنّ الإدراك الأميركي لعجز الرياض عن الحسم العسكري ومواجهة القوات اليمنية على الحدود، أقنع واشنطن بأن المقاربات العسكرية لم تعد تجدي نفعاً، وهي دائماً تصل إلى الطريق المسدود، وهو ما دفع وزير الخارجية جون كيري إلى تقديم مبادرة هي أقرب ما يكون وفق الوصف الأميركي إلى حل وسط، وتجسيد للواقع الميداني الذي وصل إليه الطرفان.

يهمّ دوائر القرار في الرياض حالياً رفض الظهور مجدداً بمظهر العاجز وفاقد الحيلة أمام الرئيس الأميركي الآتي. فما لم تستطع الممكلة إنجازه في سنة وتسعة أشهر في اليمن، تحاول إنجازة في أقل من شهر.