يصوت مجلس الأمن الدولي يوم السبت 31 ديسمبر/كانون الأول 2016م على مشروع تصريح معدل بشأن وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام السورية، قدمته روسيا وطالبت الأعضاء بالتصويت على المشروع. وأعلن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن روسيا وزعت مسودة مشروع تصريح على أعضاء المجلس، وأنه يأمل بعد إجراء التعديلات المقترحة أن يتم طرحه للتصويت. ويؤكد مشروع القرار أن وقف إطلاق النار يشمل كل الأراضي السورية، باستثناء المناطق التي تجري فيها عمليات قتالية ضد تنظيم “داعش” و”جبهة فتح الشام”.
تقرير هبة العبدالله
توافقت روسيا وإيران وتركيا في إعلان موسكو قبل أيام ماضية على إحياء العملية السياسية في سوريا وإجراء مفاوضات بين أطراف النزاع أواخر يونيو في العاصمة الكازاخية، ليضاف إليها التفاهم الذي توصّل إليه الجانب الروسي مع تركيا والذي يقضي بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا.
وشكل سقوط مدينة حلب انتصاراً عسكرياً كبيراً لمصلحة الجيش السوري وحلفائه وهزيمة بعيدة المدى للمجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا والجهات الدولية الداعمة والممولة لها.
وأصبحت دول كقطر والسعودية أمام خيارات قليلة جدا، بسبب تطور الأحداث الأخيرة في سوريا وتقدم روسيا في المشهد مقابل تراجع دول برز اسمها منذ بداية الأزمة مع قرب تولي الرئيس الأميركي مهام منصبه في ظل رغبته في التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويقول المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” إميل حكيم في صحيفة “نيويورك تايمز” إن هاتين الدولتين تمكنتا في الماضي من إرسال الأسلحة والمال عبر الأردن وتركيا لدعم المسلحين في سوريا إلا أن هذه الممرات أصبحت صعبة الآن إن لم تكن مستحيلة.
ولم يعد بمقدور السعودية وقطر تشكيل ساحة المعركة أو قيادة الدفة الديبلوماسية في سوريا. فلن تخضع تركيا التي تغيرت مصالحها لرغبات السعوديين والقطريين، وهي وإن لم تتخلَّ عن أهدافها بالكامل في سوريا إلا أنها شاركت روسيا في مشروع قرار وقف إطلاق النار في سوريا بعدما كانت البوابة الأبرز للمسلحين على الصعيدين السياسي واللوجستي.
وطوال سنين الأزمة، لم تفلح المؤتمرات الدولية في وقف النزيف السوري، لكن التبدلات الميدانية الطارئة أخيراً على الميدان السوري وما فرضته من تغييرات سياسية على الساحتين الإقليمية والدولية أعادت إنعاش الحديث عن الهدنة والمفاوضات.
كما أن التعاون الجدي القائم بين روسيا وتركيا لا سيّما بعد الاجتماع الثلاثي الذي حصل في موسكو قبل أسبوع بين لافروف وظريف وأوغلو، فرض أسسا جديدة في المعركة.