أخبار عاجلة
كيري

كيري: ورقة “داعش” في سوريا احترقت

في العلن، كانت الولايات المتحدة تتفاوض مع روسيا في مايو/أيار 2016م بشأن محاربة الإرهاب في سوريا والترتيب لمفاوضات سورية – سورية في جنيف، تمهيداً لبحث صيغة جديدة للحل السياسي للأزمة. في السّر، كانت خطط المسؤولين الأميركيين مختلفة، وكان تفكيرهم في غير الحل السياسي أو الحسم العسكري ضد تنظيم “داعش”.

تقرير هبة العبدالله

في أواخر سبتمبر/أيلول 2016م، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تسجيلاً صوتياً مقتطعاً من حديث وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع مجموعة من المعارضين السوريين خلال لقاء في الأمم المتحدة في 22 سبتمبر/أيلول، مباشرة بعد انهيار وقف لإطلاق النار، تم التوصل إليه في حلب.

موقع “ذا كونزرفاتف هاوس تري” نشر في 1 يناير/كانون الثاني 2016م التسجيل الصوتي الكامل لكيري، حيث كشف أن الحوار تم اختصاره وحذف أجزاء منه قد تدين الجانب الأميركي. ويقول كيري، بحسب التسجيل، إن واشنطن “كانت تتابع باهتمام شديد تزايد قوة “داعش” والتهديد الفعلي الذي بات يشكله التنظيم الإرهابي للأسد، وهي أملت أن ذلك قد يجبره على التفاوض لكن بدلاً من ذلك حصل على دعم روسي”.

ويؤكد كيري أن “تغيير النظام هو الهدف الأوحد لأوباما في سوريا”، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية “دعمت “داعش” وحلفاءه بالسلاح لتحقيق الهدف. كان باعتقاد البيت الأبيض أن نمو التنظيم المتطرف سيحقق هدف الإطاحة بالرئيس الأسد، لكن واشنطن لم تكن تحسب أن الأسد سيستعين بروسيا لمساعدته”.

يؤكد التسريب الجديد تحقيقات سابقة عن الإرسال السري للأسلحة من ليبيا إلى سوريا، تحت إشراف هيلاري كلينتون أثناء توليها وزارة الخارجية لدعم الجماعات الإرهابية المتحالفة مع “داعش” و”القاعدة”.

وكان موقع “ويكيليكس” قد سرب دفعة جديدة من المراسلات السرية بين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، ومدير حملتها الانتخابية جون بوديستا، تقول فيها إن قطر والسعودية تدعمان “داعش” مالياً ولوجستياً بشكل سريّ.

وفي رسالة، يعود تاريخها إلى أغسطس/آب 2014م، أكدت كلينتون أن الولايات المتحدة “استغلّت قدراتها الديبلوماسية والاستخباراتية التقليدية للضغط جدياً على حكومتي قطر والسعودية، اللتين توفرا دعماً مالياً ولوجستياً سرياً لـ”داعش” وجماعات متطرفة أخرى في المنطقة”.

تضيف كلينتون، في رسالتها إلى بودستا الذي كان حينئذ مستشاراً للرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه “سيتم وضع السعوديين والقطريين في موقف الموازنة السياسية بين المنافسة المتواصلة، للسيطرة على العالم السني ضمن النتائج المترتبة على الضغوط الأميركية الجادة، وهي بالضبط، السياسية التي انتهجتها الإدارة الأميركية في الاستفادة من الوهابية السعودية وتنظيم “داعش”.