أعادت الفعاليات التي بدأتها “هيئة الترفيه” في السعودية إلى الواجهة ملف الصراع بين الجناحين الديني والسياسي في البلاد.
تقرير دعاء محمد
افتتح آلاف السعوديون عام 2017م بصخب، وبدا أن العام سيمضي قدماً على هذه الوتيرة. بيد أن صراعاً قديماً جديداً في السعودية سيحد من هذا الصخب، مع إعلان الهيئة العامة المعنية بالترفيه قائمة من الفعاليات الترفيهية والغنائية في عدد من مناطق المملكة أبرزها في جدة.
وتعتبر هذه الأنشطة ضمن خطط ولي ولي العهد محمد بن سلمان التي تستهدف إدخال البلاد مرحلة جديدة تكون السياحة والترفيه والشباب على رأس أولوياتها في مواجهة الضغوط الإقتصادية. إلا أن ما وراء خطط بن سلمان صراع لم يعد صامتاً، إذ اعترف ولي ولي العهد أنه سيواجه أصواتا متطرفة في الداخل، وأشار إلى أنه سيتم إتخاذ إجراءات عقابية بحق رجال دين الذين سيعترضون على الخطة.
وعلى الرغم من “تهديدات” سبن سلمان، علت أصوات الجناح الديني المتشدد الذي قام عليه النظام السعودي منذ بداياته واعتمد عليه في إضفاء الشرعية منذ عقود، إذ برز تصريح المفتي عبد العزيز آل الشيخ الذي دعا إلى ما وصفه بـ”الحكمة والهدوء” في ملفات إنشاء السينما وإقامة الحفلات.
من جهته، حذر عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى محمد السعيدي من ما اعتبره “استغلالاً لعملية الترفيه لتغيير عادات وتقاليد المجتمع أو تغيير أخلاقهم”، معتقداً أنه “أمر في غاية الدقة والخطورة”.
وأشار مراقبون إلى أن بن سلمان الذي يحمل لواء الإصلاح يحاول تلميع صورته في الخارج، من خلال خطط قد تساهم في إبعاد أصابع الإتهام بالإرهاب التي وجهت إلى الوهابية. وفيما ينتظر الشبان السعوديون العصر الذي وعدوا به، تتوجه الأنظار إلى الصراع بين جناحي رجال الدين والأمراء الذي ظهرت أولى صفحاته تحت شعار “الترفيه”.