يفضح ارتفاع أعداد الشهداء في سجون السعودية أثر التعذيب الممارس لانتزاع اعترافات من النشطاء والموقوفين.
تقرير سناء ابراهيم
يبدو أن مقصلة السعودية التي يعشعش في زنازينها القمع والقهر لا تزال تُسنُّ وبوتيرة متأرجحة، حيث تتكشف خلايا التعذيب خلف أبواب زنازين السجون التي يقبع خلفها الكثير من المواطنين الابرياء، الذين وصلوا إلى هناك بفبركات واتهامات زائفة.
وأُعلن، في أقل من سنة، عن ثالث حالة وفاة في سجن شرطة تاروت في القطيف، بررها مسؤولون في المركز بجملة مزاعم وادعاءات، فيما يؤكد أهالي الضحايا أن ابناءهم استشهدوا على أثر التعذيب الذي تعرضوا له خلال التوقيف.
وتم توقيف جابر حبيب العقيلي (45 عاماً)، أحد الشهداء بسبب التعذيب، قبل أيام قليلة على خلفية قضية الاشتباه في تزوير رخصة أحد العاملين معه، حيث إنه يملك قاربأً لصيد السمك ويعمل معه عمال بكفالته، ثم تلقت عائلة العقيلي ، يوم الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2016م، اتصالاً من الشرطة يفيد بوفاته من دون توضيح سبب الوفاة.
وكشفت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية تضغط على عائلة العقيلي لاجبارها على الإقرار بأن ابنهم قتل نفسه مقابل السماح لهم برؤيته، لكن العائلة ترفض الخضوع للضغط والابتزاز وترفض التوقيع قبل رؤيتها جثمان ابنها ومعاينة الآثار التي خلفها تعرضه للتعذيب.
وليس جديداً التضارب الذي يلف قضية استشهاد العقيلي، أكان في مركز شرطة تاروت أم داخل مقر إدارة المباحث في مدينة عنك في محافظة القطيف، فقد حدث التضارب في التصريحات حول وفاة معتقلين مرات عدة خلال أقل من عام، فكان استشهاد الشاب مكي العريض من العوامية خلال مارس/آذار 2016م والذي ظهرت آثار التعذيب المروعة واضحة عند تسليم جثته، واستشهد، في يونيو/حزيران 2016م، نزار المحسن من تاروت، وادعت السلطات في مركز توقيف تاروت، وقت ذاك، أن سبب الوفاة هو سكتة قلبية.
وكانت المنظمة “الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان” قد أكدت أن العديد من المعتقلين في السعودية تعرضوا للتعذيب لأسباب عدة ومنها انتزاع الاعترافات أو الانتقام أو التشفي، معربة عن قلقها من السياسة الممنهجة في سجون المملكة.