بدأت في العاصمة الكازاخستانية أستانة محادثات طال انتظارها بين الأطراف السورية على طاولة واحدة. وجلس وفد الحكومة السورية مع وفد المعارضة المسلحة على الطاولة برعاية روسيا وتركيا وإيران.
تقرير سهام علي
بدأت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، محادثات بين الحكومة السورية وممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة، برعاية تركيا وروسيا ومشاركة إيران والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وعلى الرغم من اختلاف آراء المنظمين في تقدير المنتظر منها، يبقى الهدف التكتيكي الرئيس لمفاوضات أستانا بتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا جامعاً للدول الراعية لها، أي روسيا وإيران وتركيا، وجاء في مسودة البيان الختامي للدول الضامنة للمفاوضات أن روسيا وتركيا وإيران “تخطط لإنشاء آلية ثلاثية للرقابة على وقف إطلاق النار”.
وركزت محادثات أستانا على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى المناطق السورية المتضررة والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات، لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار.
استهلت المحادثات بكلمة للرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف ألقاها وزير خارجيته خيرات عبد الرحمنوف، الذي أمل أن تحقّق المباحثات خرقاً في الأزمة السورية، مشيراً إلى أن بلاده تعمل “كوسيط محايد في مختلف اللقاءات”.
وأكد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، في كلمته، أن الهدف من اللقاء الدولي هو “تثبيت قرار وقف الأعمال القتالية على كامل أرجاء سوريا باستثناء المناطق التي توجد فيها تنظيمات إرهابية، التي رفضت الانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية”. ورأى الجعفري أن “محاربة الإرهاب في سوريا تتطلب إغلاق الحدود مع تركيا”، معتبراً أن اجتماع أستانة هو “ثمرة لجهود مشتركة من قبل أطراف عدّة”.
لوجستياً، اكتمل حضور المشاركين في المباحثات ما عدا السعودية التي سجلت غياباً مباشراً، مما دفع المراقبين إلى التساؤل حول أسباب ذلك الغياب في ظل حضور إيراني وتمثيل أميركي.
وعلى الرغم من رفض سوريا على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد مشاركة كل من السعودية وقطر في أستانا لدعمهما الإرهاب في بلاده، فسر الجنرال السعودي المتقاعد، أنور عشقي، المعروف بدوره في التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، غياب السعودية عن محادثات أستانا على أنها جاءت “بمحض إرادتها ولم تطلب أو تبدي رأياً في المحادثات”، وإنما هي “تنسق مع روسيا وتركيا”.
تجري المحادثات خلف الأبواب مغلقة ومِن وراءها يدرك الجميع أنها شاقة، وتكثر التأويلات والترجيحات من أمام تلك الأبواب حيث يترقب الصحافيون ما يجري خلف الكواليس، لدرجة تدفع البعض للاعتقاد أنه أمام شيفرة مبهمة.