السعودية – بينما كان أفراد عائلة منصور النجيدي السعوديّة منشغلين في قضاء أمسيتهم، تسلل محمد (3 سنوات) في غفلة من الجميع إلى باحة الدار، وتناول قنينة “الأسيد” (الحمض) الحارق التي كان والده قد اشتراها لمعالجة مجاري المياه. راح الصغير يحاول اكتشاف القارورة. فمرر كفَيه الصغيرتَين عليها وحرّكها. لكنه سرعان ما وقع على الأرض باكياً حين أحسّ بلسعات حرارة قطرات السائل المتسربة من القارورة، والتي راحت تحرق جلده الغض. وأدى سقوطه إلى سقوط القنينة وانسكابها على البلاط.
حضرت الأم مسرعة وقد سمعت صراخ طفلها، وحاولت انتشاله من بقعة الأسيد. لكنها سقطت هي الأخرى بجانبه وأصيبت بحروق خطرة. وهكذا تحوّلت بقعة المادة الحارقة فخاً وقع فيه أفراد الأسرة الواحد تلو الآخر.. حسين (10 سنوات) وفاطمة (5 سنوات) التي تراجعت حين أحست بلسع المادة الكاوية في باطن قدمَيها، ما خفّف إصابتها، وكذلك الوالد منصور. في المستشفى، عولج الوالد وابنته فاطمة من حروق طفيفة من الدرجة الأولى في اليدَين والقدمَين، في حين عولج حسين من حروق من الدرجة الثانية بنسبة 30 في المائة.
أما الوالدة ومحمد الصغير فوضعا في العناية المركزة نتيجة تعرضهما لحروق من الدرجة الثانية تجاوزت 50 في المائة. ومساء الثلاثاء، أعلن عن وفاة الطفل محمد متأثراً بحروقه البليغة. وقد حذّر خبير السلامة المنزلية، عادل محمد، من ترك المواد الكيميائية والسامة أو المواد الحادة أو تلك القابلة للاشتعال في متناول الصغار أو ترك أسلاك الكهرباء مكشوفة. وقال لـ “العربي الجديد” إنه بالإمكان تفادي الكثير من الحوادث المنزلية والوقاية منها، باتباع قواعد السلامة المنزلية وتدريب الأطفال عليها كسلوك يومي، بالإضافة إلى وضع إرشادات لمصادر الخطر والتحذير من لمسها.
أضاف أن الأطفال الصغار غير قادرين على حماية أنفسهم، وأن نحو 85 في المائة من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال، هي حوادث منزلية ضحيتها صغار تتراوح أعمارهم من يوم واحد إلى أربعة أعوام. وأشار إلى أن أهم طرق الوقاية تكمن في إبعاد المواد الخطرة عن متناول الأطفال وكذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والكشف الدوري على سلامة الأجهزة والأدوات، وحفظ الأطعمة في أماكن مناسبة وبعيداً عن الملوثات، وعدم لعب الأطفال بالأجهزة الكهربائية أو المواقد وأنابيب الغاز، وعدم ترك أدوات خطرة في متناول الصغار، وعدم إلقاء أدوية منتهية الصلاحية بالقرب منهم.
(العربي الجديد)