تتزايد حدة الصراع الصامت بين الجناحين الديني والسياسي في السعودية في ظل افتتاح عدد من الفعاليات الثقافية والفنية في المملكة.
تقرير دعاء محمد
إرتفعت أنغام الموسيقى من قلب العاصمة الرياض متحدية أصوات الصراع بين جناحي السعودي، الديني والسياسي، الذي علا مؤخراً.
افتتحت مقاهي “لالونا” العالمية الشهيرة بصناعة “آيس كريم” والحلويات فرعاً لها في الرياض، في حفل حضره رجال ونساء وعزفت فيه فتاة موسيقى. وعادت الحفلات الموسيقية إلى الرياض، وتحت عنوان “نغمات ثقافية”، من “مركز الملك فهد الثقافي” الذي نظم فعالية بحضور نسائي، سبقت الحفل الذي سيقام في شهر فبراير/شباط 2017م وسيشارك فيه عدد من الفنانين.
وأعاد توالي الأحداث الفنية والتي تنظمها “هيئة الترفيه” وأسسها ولي ولي العهد محمد بن سلمان في “رؤية 2030م” الاقتصادية، تسليط الأضواء على الصراع بين الجناحين السياسي والديني في البلاد.
كما أن قضية إعادة صالات السينما إلى السعودية بعد 30 عاماً من المنع قد أخذت حيزاً واسعاً من اهتمامات المواطنين في الأيام الأخيرة الماضية، فقد أبدى عدد من المعنيين بصناعة الأفلام تفاؤلاً بمحاولات “هيئة الترفيه” الأخيرة التي وعدت بإعادتها، إلاّ أن المفتي عبد العزيز آل الشيخ أعلن رفض ذلك ووصف الصالات بأنها “غير أخلاقية” و”تهدد القيم”.
من جهتها، اعتبرت المخرجة السعودية هيفاء المنصور أن النقاش الذي تزايد مؤخراً حول قضية صالات السينما أكد أنها بالإضافة إلى قضية قيادة المرأة “ضمن الخطوط الحمر اللتان أصبحتا قضايا رمزية للجناج الديني”. ورأت المنصور أن “المحافظين في المملكة يرون في منع قيادة المراة آخر جدار أمام تمكينها، وهو أساس السيطرة على تحركاتها، فيما يرون في أشكال الفن كافة خطراً على الهوية الثقافية”.
وعلى الرغم من “الفيتو” الذي وضعه رجال الدين على الآمال بعودة صالات السينما، افتُتحت الحفلات الموسيقية والفنية في البلاد، معلنة أن فتيل الصراع الديني في البلاد بات أقصر من أي وقت مضى.