منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادة جيشه مهلة 30 يوماً لوضع استراتيجية جديدة لهزيمة تنظيم “داعش”، في وقت تتسابق دول فيه الخليج لنيل رضى ساكن البيت الأبيض الجديد، مع محاولتها تجيير مساعيه العسكرية لتلتقي مع ما يخدم مصالح أنظمتها، التي تعتمد وصفاً متناقضاً في تصنيفها للجماعات الإرهابية، كلٌ بحسب أجندته.
تقرير رامي الخليل
يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة تخبط جديدة تُعيد إلى الذاكرة مآسي الحملة العسكرية الأميركية التي أطلقها الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن لمحاربة الإرهاب، خاصة وأن الرئيس الجديد دونالد ترامب، وهو نصير نظرية الغاية تبرر الوسيلة التي لا تقيم وزناً لأية أخلاقيات، وقَّع يوم الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2017م أمراً تنفيذياً يمنح الجيش الأميركي مهلة 30 يوماً لوضع استراتيجية جديدة لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي.
ويبدو أن واشنطن تسعى، في موازاة قتال “داعش”، إلى استكمال رسم الخطوط العريضة لتوجهاتها العسكرية المقبلة في المنطقة، خاصة بعدما اعتبر وزير خارجية حكومة ترامب ريكس تيلرسون أن “الإخوان المسلمين” إلى جانب تنظيمي “القاعدة” و”داعش” يمثلون أبرز التهديدات الأمنية بالنسبة إلى واشنطن.
وأوجدت هذه التوجهات الأميركية المتسارعة قلقاً بين أوساط دول المنطقة، وخاصة لدى الدول التي عملت على صناعة الجماعات الإرهابية لتوظيفها في أجندات خارجية، وذلك قبل أن تنقلب عليها وتشكل تهديداً لأنظمتها، على أن التباين في تصنيف الجماعات الإرهابية يحمل في طياته الخطر الأكبر على استقرار المنطقة.
أما السعودية التي لا يخفى دعمها للجماعات المتشددة، ومعها دول مجلس التعاون الخليجي، فتضع “حزب الله” على لائحة الإرهاب، كما تبذل كل إمكانياتها لمحاصرة جماعة “الاخوان المسلمين”، بينما تأتي المفارقة هنا بمجاهرة الرياض في دعمها لجماعات إسلامية متطرفة تعمل للإطاحة بأنظمة دول أخرى، كحال السياسة المتبعة ضد سوريا.
ينسحب هذا التناقض أيضاً على قطر الداعم الأول لـ”الإخوان”، وهي الجماعة التي تسعى الولايات المتحدة إلى وضعها على لائحة الارهاب، مما يجعل من مستقبل العلاقات بين الدوحة وواشنطن في مهب الريح، بحسب صحيفة “المونيتور” الأميركية. كما يعتزم الملك الأردني عبدالله الثاني، المتخوف من نمو بذرة التطرف في بلاده، الضغط على إدارة ترامب لتصعيد الحرب على المتشددين، إذ أنّ الملك لم يجد في العلاقة مع السعودية والخليج ما انتظره طويلاً.