مع بدء تشكل ملامح عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت واشنطن تعيد الحسابات بشأن الأصدقاء والحلفاء، في حين اتسمت العلاقة السعودية الأميركية بالغموض، مما دفع الرياض إلى المسارعة في إقناع الإدارة الجديدة بأنها حريصة على المصالح الأميركية في المنطقة، مهما كانت تكاليف الحماية التي يطالب بها ترامب.
تقرير هلا العساف
لأكثر من ساعة، بحث الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع الملك سلمان بن عبد العزيز، في محادثة هاتفية العلاقات بين البلدين وقضايا الاهتمام المشترك، بحسب ما ذكرت مصادر أميركية وسعودية.
ويأتي هذا الإتصال بعد يومين من توقيع ترامب أمراً رئاسياً يمنع بموجبه دخول مواطني سبع دول إسلامية للولايات المتحدة بذريعة الحد من العمليات الإرهابية في البلاد، إضافة إلى قرار آخر يحظر مؤقتاً دخول اللاجئين من سوريا وغيرها من مناطق الصراع من دون أن يصرح بيان البيت الأبيض والمادة الموجزة عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” ما إذا كان الرئيسان تناقشا بشأن أمر ترامب التنفيذي حول هذا الموضوع، بل ركزت التصريحات على طرق التطوير بين البلدين.
وقال مصدر سعودي رفيع المستوى لوكالة “رويترز” إن الملك سلمان وترامب اتفقا على “تعزيز مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري وزيادة التعاون الاقتصادي وإقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن”، إلا أن وكالة الأنباء السعودية لم تذكر إقامة مناطق آمنة في اليمن حيث تقود تحالفاً لقتال الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”.
في سياق متصل، أكد المصدر تطابق وجهات نظر الملك سلمان وترامب بشأن السياسات الإيرانية في المنطقة، مما يشير إلى إتفاق ترامب مع ما تراه الرياض من نفوذ متزايد لطهران. ووفقاً لمصدر سعودي رفيع المستوى، تناولت المكالمة الهاتفية كيفية قيام قائد تنظيم “القاعدة” الراحل أسامة بن لادن بتدمير علاقات السعودية مع الولايات المتحدة من خلال تجنيد 15 سعودياً عمداً وبشكل مقصود وممنهج ليقوموا بالعمليات الإرهابية في الولايات المتحدة لإطلاق هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001م، وأشار المصدر إلى أن بن لادن تم تجنيده منذ مرحلة مبكرة من قبل “الإخوان المسلمين”.
وعلى الرغم من محاولة الإدارة الأميركية طمأنة السعودية وتعزيز الشراكة معها بملف خصمها إيران ومواجهة مشروعها التوسعي، خاصة أن الإتصال جاء بعد أسبوع من تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فإن السعودية تتطلع إلى العمل مع إدارة ترامب لكبح نفوذ إيران، حيث أن الدولتين مشاركتان في حروب بالوكالة في اليمن وسوريا، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن الثمن والمقابل الذي سيطلبه ترامب، وبخاصة في ظل مبدأ ترامب عن طلب “ثمن الحماية” وسط مخاوف أن يستنزف الرياض عسكرياً ومالياً بملف محاربة الإرهاب.