شهدت المدن والبلدات البحرانية مظاهرات ليلية وصباحية للدفاع عن الشيخ عيسى قاسم، فيما قررت المحكمة الجنائية تأجيل محاكمة المرجع الديني إلى شهر فبراير/شباط 2017م.
تقرير سهام علي
دفعت تلبية أهالي البحرين لنداء كبار العلماء للدفاع عن الشيخ عيسى قاسم السلطات البحرينية إلى تأجيل موعد المحاكمة التي كانت مقررة يوم الإثنين 30 يناير/كانون الثاني، إلى 12 فبراير/شباط.
وعقدت المحكمة الجنائية الكبرى جلستها صباح الإثنين وقررت إرجاء المحاكمة لعدم حضور الشيخ قاسم، في حين أوضح شهود عيان أن المحاكمة ترافقت مع إجراءات أمنية مشددة حول مبنى المحكمة في المنامة.
وعشية استئناف المحاكمة، خرج مئات الآلاف من البحرينيين مساء الأحد 29 يناير/كانون الثاني إلى الشوارع في أكثر من 40 منطقة في مختلف محافظات البحرين، غضباً واستنكاراً لمحاكمة الشيخ قاسم، وتعبيراً عن استعدادهم للموت والتضحية دون المرجع الديني الكبير. وارتدى البحرينيون الأكفان وعلت القبضاب والصرخات بالسلطات الحاكمة، والمؤكدة على الاستمرار في النهج الثوري السلمي.
وضمّت منطقة الدراز عشرات الآلاف من البحرينيين الذين احتشدوا في ساحة الاعتصام أمام منزل الشيخ قاسم، وأقاموا صلاة العشائين مرتدين الاكفان. وعقب الصلاة، جاب المتظاهرون الشوارع رافعين صوراّ للشيخ قاسم ولافتات تحذّر من المساس به. كما حمّلوا الملك حمد بن عيسى آل خليفة مسؤولية الانتهاكات التي يتعرضون لها.
ولم تحتمل السلطات أن تسمع صوت المسيرات السلمية التي امتدت في مختلف مناطق البحرين، فعمدت إلى مواجهة المتظاهرين السلميين بالعنف الشديد، واستخدمت الرصاص الانشطاري وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى وقوع اصابات في صفوف المتظاهرين.
ورأى أربعة من كبار علماء الدين، في بيان، أن محاكمة الشيخ قاسم تدفع البلاد إلى “منزلقات مدمرة”، وحذر كل من السيد عبدالله الغريفي، والشيخ محمد صالح الربيعي والشيخ عبدالحسين الستري، والشيخ محمد صنقور، من أن محاكمة فريضة الخمس والمساس بأكبر رمز ديني للطائفة أمر “يُشكل محاكمة للمذهب”.
وفي السياق نفسه، دعا “إئتلاف شباب 14 فبراير” إلى المشاركة الحاشدة في اعتصام الإثنين في الدراز، موجهاً التحية إلى البحرينيين لمشاركتهم الحاشدة ليل الأحد الاثنين في مسيرات الاكفان دفاعاً عن الشيخ قاسم، في مختلف محافظات البحرين.