على الرغم من محاولات النظام السعودي إجبار أهالي “حي المسورة” في العوامية على إخلاء أحيائهم، بعد قطع الماء والكهرباء عنهم، تصر العائلات على الصمود والبقاء في منازلها.
تقرير دعاء محمد
يمضي أهالي “حي المسورة” في العوامية في صمودهم ضد إصرار النظام السعودي على هدم الحي، على الرغم من التنديدات الحقوقية والغضب الشعبي من الإجراءات، حيث افترش الأهالي أرض أحيائهم تعبيراً عن رفضهم مغادرتها.
وتزيد أسباب عدة من إصرار أهالي الحي على رفض إخلاء منازلهم وإحيائهم وتكرس حقوقهم فيها. فقد رفض الأهالي الإخلاء لأن البديل هو العراء، خاصة أنهم من المواطنين الأقل دخلاً بسبب سياسة التمييز التي تتبعها الحكومة.
وعلى الرغم من عدم وجود مأوى للسكان الذي يتجاوز عددهم ألفي نسمة، فإن الحكومة السعودية لم تضع برنامجاً واضحاً للتعويض لهم. كما أكدت التقارير الحقوقية أن تثمين المنازل اتسم بالعشوائية وعدم النزاهة.
وقدمت جهات رسمية عدة وعوداً إلى السكان بإيجاد بدائل، إلا أن التجارب السابقة كرست عدم الثقة بهذه الوعود، حيث لا يزال سكان أحياء أخرى في القطيف ينتظرون تعويضات وعدوا بها منذ 20 عاماً. كما أن الأزمة السكنية المتفاقمة التي تعاني منها السعودية دفعت الأهالي إلى عدم التفاؤل بأية وعود رسمية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
إضافة إلى ذلك، يصر الأهالي على رفض منطق الهدم الذي ترفعه الحكومة بسبب الأهمية التاريخية والتراثية للحي. وكان عدد من المهتمين بالتراث في المنطقة قد أكدوا أهمية الحي الذي بني منذ قرون، كما وصفه الشيخ جعفر آل ربح بالشاهد الحضاري.
وقابل النظام إصرار السكان على التمسك بأرضهم، وبحقهم في السكن، بالتوجه إلى طرق أخرى لإجبارهم على الإخلاء، فعمدت إلى قطع الكهرباء والمياه عن عدد من المنازل متجاهلة حاجات السكان الأساس. غير أن إصرار النظام على هدم أقدم الأحياء في المنطقة يقابله إصرار أكبر من الأهالي على البقاء، وهم لطالما واجهوا الظلم بالصمود.