حرّض الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الاتصال الهاتفي الذي جمع بينهما، على جماعة “الإخوان المسلمين”، متحدثاً عن علاقتهم بزعيم “القاعدة” الراحل أسامة بن لادن، ومتناسياً دعم واشنطن والرياض لـ”القاعدة” وأخواتها في ثمانينات القرن الماضي، ضد الاتحاد السوفياتي.
تقرير رانيا حسين
في ظل الحديث عن قيام الإدارة الاميركية الجديدة ببحث مسألة وضع تنظيم “الإخوان المسلمين” على قائمة الجماعات الارهابية، أتى الاتصال الهاتفي بين الملك السعودي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث دعا الملك سلمان ترامب إلى “قيادة جهود الشرق الأوسط لهزيمة الإرهاب”، و”المساعدة في بناء مستقبل جديد اقتصادياً واجتماعياً”، بحسب ما جاء في البيان الرسمي الصادر عن البيت الأبيض.
لكن مصادر سعودية توسعت في الحديث عما دار في الاتصال وكشفت أن المكالمة تضمنت إشارة إلى زعيم “القاعدة” الراحل اسامة بن لادن وارتباطه بـ”الإخوان المسلمين”. وبحسب المصادر، فإن بن لادن تم تجنيده منذ مرحلة مبكرة من قبل جماعة “الإخوان المسلمين”، كما أنه قام بتأجيل عمليات 11 سبتمبر/أيلول 2001م حتى يتمكن من تجنيد 15 سعودياً من بين كل الجنسيات الأخرى، وبشكل مقصود وممنهج، لضرب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
ويأتي هذا التلميح السعودي إلى مسؤولية “الإخوان” عن الإرهاب في وقت كررت فيه السعودية على لسان عدد من مسؤوليها اتهامها لإيران بالضلوع في العمليات الإرهابية. لكن كل هذا يبقى مجرد كلام، حيث تؤكد الوقائع مسؤولية كل من الولايات المتحدة والسعودية عن نمو الإرهاب، وذلك بسبب سياساتهما في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي. وقد أكدت وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق هيلاري كلنتون هذا الأمر في إحدى شهاداتها أمام الكونغرس، موضحة أنه بهدف محاربة الاتحاد السوفياتي مولت السعودية، بتوجيه أميركي، جحافل من المقاتلين العرب لمحاربة الشيوعية باسم الإسلام، وقد اجتمع هؤلاء تحت راية “القاعدة” بزعامة بن لادن.
ثم انقلب السحر على الساحر، وأعلنت “القاعدة” الحرب على الولايات المتحدة عند دخول قوات أميركية إلى السعودية، واستهدف، في الذكرى السنوية الثامنة لهذا الدخول، تفجيرات السفارة الأميركية في كل من تنزانيا وكينيا، في السابع من أغسطس/آب 1998م.