عناصر من تنظيم "القاعدة" في اليمن (أرشيف)

ترامب يكمل خطة أوباما الفاشلة ضد “القاعدة” في اليمن

كثيرة هي الضربات ضد تنظيم “القاعدة” في اليمن التي تعلن عنها واشنطن. هي محاولات مدروسة إعلامية وعسكرية لم تنجح في الحد من قدرات التنظيم الإرهابي الذي وسّع من أماكن سيطرته، منذ بدأ العدوان السعودي على البلاد.

تقرير سهام علي

تأتي الأخبار من البيت الأبيض حول استهداف تنظيم “القاعدة” في اليمن على هذا المنوال: قصف من بوارج أميركية لمواقع التنظيم، سبقها عملية إنزال مظلي في محافظة البيضاء وسط اليمن، وسبقها غارة استهدفت مسؤول كبير في تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، بينما يبدو أن تنظيم “القاعدة” مطلق اليد، كما يُراد له في اليمن.

لم تنجح الضربات الأميركية المتواصلة التي استهدفت كبار المسؤولين في التنظيم في الحد من قدراته بل وسع من أماكن سيطرته. أسفرت العملية العسكرية الأميركية الأخيرة التي كانت موجهة في اتجاه مواقع تابعة لتنظيم “القاعدة” في اليمن عن خسائر كبيرة بين المدنيين، وهذا ما رفضه مراقبون، الذين انتقدوا أول عملية أميركية أمرت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي ضد التنظيم في محافظة البيضاء.

وفي هذا الصدد، اعتبرت “مجموعة الأزمات الدولية” أن الفرع اليمني لتنظيم “القاعدة” أقوى من أي وقت مضى، فيما أكدت أن الضربات الأميركية فشلت في تحقيق أهدافها في ثالث هجوم يستهدف التنظيم خلال أسبوع.

وبحسب مطلعين على وضع “القاعدة” في اليمن، فإن التنظيم استفادت كثيراً من أخطاء القصف الأميركي لبعض المناطق اليمنية في محافظات أبين وشبوة ومأرب، وعزز من علاقته بأبناء تلك المحافظات، وربما استطاع أن يجند الكثير منهم بعد القصف الجوي الذي راح ضحيته العشرات معظمهم من النساء والأطفال في قرية المعجلة في مديرية المحفد الواقعة في محافظة أبين جنوب اليمن.

وتعدّ “القاعدة” في اليمن من أخطر أفرع التنظيم الإرهابي في العالم، وفقاً للإدارة الأميركية، خاصّة أنها أثبتت مرونة في تفادي الضربات التي استهدفت قياداتها بدءاً من أنور العولقي، الذي قُتل إثر غارة لطائرة أميركية من دون طيار، مروراً بناصر الوحيشي.

ونجح التنظيم من تنفيذ عمليات نوعية عدة ضد أهداف غربية وأمنية في اليمن كان أبرزها استهداف السفارة الأميركية في صنعاء، واغتيال قيادات أمنية عدة في محافظة حضرموت، وقتل عدد من السياح في كل من مأرب وحضرموت.

ويتساءل المطلعون على هذا الملف عما إذا كانت السعودية تلجأ إلى “القاعدة” بغية إيجاد توازن ميداني في مواجهة الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، في حين أن التنظيم احتل أجزاء واسعة من مدينة عدن.