اعتبر معهد “بروكينغز” الأميركي للأبحاث، أن أوامر الرئيس دونالد ترامب بمنع دخول الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، سيجعل واشنطن قاصرة عن التأثير الفعَّال في مستقبل إيران على المدى الطويل، مشيراً إلى حكمة الايرانيين في التعاطي مع مثل هكذا قرار.
تقرير رامي الخليل
يبدو أن أولى قرارات الرئيس الميركي دونالد ترامب في المنطقة سترتد على مهندسيها بنتائج سلبية، حيث حذر معهد “بروكينغز” الأميركي للدراسات، من نتائج قرار حظر دخول مواطني إيران، سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، الصومال والسودان إلى الولايات المتحدة، لافتاً الانتباه إلى أن واشنطن ستصبح خارج دائرة التأثير السياسي في المنطقة برمتها، كما أنها ستفقد قدراتها على التأثير في مستقبل إيران بشكل خاص.
ويوضح تقرير “بروكينغز” أن قرار حظر الهجرة الذي تجاهل إرادة الشعب الأميركي سيثبت على المدى الطويل سوء تقدير الإدارة الأميركية الحالية لمكانة الولايات المتحدة في العالم ولنفوذها في الشرق الأوسط، مشيراً إلى الرفض الشعبي الذي واجهه القرار في أميركا وأوروبا، إضافة إلى ما انتجه من تنامي غضب مواطني العالم الإسلامي ضد الولايات المتحدة، مما سيؤثر على شراكات واشنطن مع دول المنطقة.
وترى معدة التقرير الباحثة سوزان مالوني أنه ولإن كان من شأن قرار الحظر أن يريح الأجندة الداخلية لفريق ترامب، إلا أنه سيقوض ما أريد له أن يكون خطة مواجهة دبلوماسية طموحة لنفوذ إيران في المنطقة، معتبرة أن واشنطن لم تعد تمتلك قدرة تأثير كبيرة لعزل ايران، وأمام سخط دول العالم وتنديدها بقرار الحظر، تصبح العقوبات الأميركية الأحادية الجانب على ايران غير ذي منفعة، حيث لا بد من دعم الحكومات والشركات العالمية لتلك العقوبات كي تغدو فعالة.
وتشير سوزان مالوني إلى حكمة طهران في تعاطيها مع قرار ترامب عبر التدابير المقابلة التي اتخذتها ضد الزائرين الأميركيين، معتبرة أن التجربة الصاروخية الإيرانية الاخيرة لم تكن إلا طلقة تحذيرية للبيت الأبيض.
ويذكر تقرير “بروكينغز” أن قادة إيران يرحبون بقرار ترامب، إذ أن أغلبية من يستهدفهم هم من المعارضين لطهران، كما أنه يؤكد ما يقولوه هؤلاء القادة عن خبث السياسة الاميركية، وهو يأتي أيضاً كحجر عثرة أمام مزيد من الزحف الثقافي والسياسي الأميركي، وسيكون قرار الحظر أداة فعَّالة بيد قادة إيران لتهميش من يدعون لاستيراد الأفكار الغربية وتعميمها في المجتمع والسياسة الإيرانية.