لا تفصح السلطات السعودية عن بيانات رسمية حول معدلات الفقر في البلاد التي تتغنّى بثرواتها النفطية، غير أن ما تكشفه أرقام تقارير غربية يشير إلى أن نحو أربعة ملايين سعودي يعيشون تحت خط الفقر، بينما تنتشر صور حفلات البذخ المستمر للأمراء والملوك على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقرير سناء ابراهيم
في وقت تقام فيه مأدبات الطعام الفاخر والغنيّ بشتى أنواع المأكولات على شرف الأمراء والملوك، تنغمس عوائل في قمامة الأحياء في بعض المدن والقرى السعودية للبحث عما تقتاته لسد رمقها وتأمين عيشها.
هذا هو الحال هنا في الرياض، حيث أعرب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر وحقوق الإنسان، فيليب ألستون، خلال يناير/كانون الثاني 2017، عن صدمته لمستوى الفقر المنتشر في المملكة.
وبمناسبة انطلاق “مهرجان الجنادرية” الـ31 الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، شمالي الرياض، استقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمراء وملوك الدول الخليجية ومسؤولي بعض الدول المشاركة، وأقيمت على شرفهم مأدبة عشاء فاخر. وكما في كل عام، تعمّ الاحتفالات التي تحمل في مضامينها أنواع البذخ والترف كافة للمسؤولين والضيوف.
وعلى مقلب آخر من مدينة الرياض، وتحديداً في حي العود إلى الجنوب من العاصمة، يترآى مشهد مختلف تماماً عما حملته موائد “الجنادرية”. تعيش داخل هذا الحيّ العوائل الفقيرة التي لا تجد الحد الأدنى لسداد قوت يومها. وقد رصدت إحدى وسائل الإعلام المحلية طفلتين من هذا الحي تتوجهان نحو أكوام القمامة في شوارع عاصمة مملكة النفط، لجمع العلب المعدنية وبيعها من أجل تأمين إيجار منزلهما وتعتاشان مما تحصدانه من مبالغ زهيدة تحصلانها ثمناً للعلب المعدنية.
وتبين أن الطفلتين يتيمتان، إذ توفى والدهما قبل عام ونصف عام، واضطرتا إلى الخروج والبحث عن سبيل للحفاظ على مأوىً لهم، فما كان أمامهما سوى هذه الوسيلة، لدفع إيجار منزلهم، هذا المشهد المأساوي يغيب عن أعين المسؤولين السعوديين وسط انشغالهم باحتفالات السلطة الملكية.
ارتفع مستوى التحذير من تدهور الحالات الاجتماعية في السعودية على وقع إطلاق “رؤية 2030” الاقتصادية للتقليل من الاعتماد على النفط، وشدد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر وحقوق الإنسان، فيليب ألستون، على أن ما رآه خلال زيارته المملكة يشكّل “صدمة”، محذراً السلكات مما ستؤول إليه الأوضاع إذا ما استمرت الحال على ما هي عليه.
توجه انتقادات متواصلة إلى السعودية بسبب ما يعانيها مواطنيها من حالات اجتماعية صعبة، لا تطالهم القرارات الحكومية التي تتولد يوماً تلو الآخر.