أخبار عاجلة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

ترامب وازدواجية المعايير: الإرهاب نموذجاً

يستعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المنابر. فهل يطول هذا التناغم بين “قصر اليمامة” والبيت الأبيض؟

تقرير محمد خالد

لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعرض تصريحاً وتلميحاً على المنابر الإعلامية المختلفة. علِقت نواياه بمحاربة الإرهاب، التي أبرَزَها أثناء حملته الانتخابية، بين ازدواجية المعايير المحَدِّدة لمفهوم الإرهاب الفضفاض.

وفيما كان ترامب، ما قبل التنصيب، يركّز على استفزاز المملكة السعودية والتلويح لها بقانون “جاستا” الذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر/أيلول 2001 الأميركيين بمقاضاتها بتهمة الإرهاب، تحوّل ترامب، ما بعد التنصيب، إلى منسّق مع السلطات في الرياض، عازفاً على وتر إيران، محمّلاً إيّاها كل تبعات الإرهاب حول العالم.

رفعت إدارة ترامب شعار محاربة الإهاب إذن، وها هي تستفيد من الهامش المطّاط الذي طالما استغلته الإدارات الأميركية السالفة لتوجيه بوصلة الاتهامات بحسبه. وهو الهامش عينه الذي سيسمح لترامب، وفق تقارير صحافية أميركية، بتصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” تنظيماً إرهابياً، وإدراجها على لائحة العقوبات الأميركية.

قد تضع هذه الخلطة من المعايير الأميركية المتناقضة إدارة ترامب أمام علاقات سيئة مع دول راعية لأنشطة “الاخوان المسلمين” في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، مثل قطر وتركيا. وقد تضعها أيضاً في موقف متوتر مع الرياض، ما إذا قرّر ترامب، عدم المضي قدماً في مواجهة إيران.

يبدو، حتى الآن، التناغم قائماً بين واشطن والرياض. وفيما فرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة على طهران، ووصفها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بأنها “أكبر دولة راعية للإرهاب”، قال أحمد عسيري، المتحدث الرسمي باسم “التحالف السعودي” الذي يواجه انتكاسات في اليمن، إن الوقت “قد حان كي يتغير سلوك إيران في المنطقة”، مهدّداً بأن كل الخيارات “مفتوحة وموضوعة على طاولة النقاش”.

هل يطول التناغم بين “قصر اليمامة” والبيت الأبيض؟

من المعلوم أن ترامب هو رجل أعمال في الدرجة الأولى، وهو ينظر إلى السعودية ومعها دول الخليج الأخرى على أنهم زبائن أكثر من كونهم حلفاء في السياسة والاقتصاد والعسكر. فأميركا هي أكبر مصدري الأسلحة والسعودية هي أكبر المستوردين.

وسبق لترامب أن حدّد طبيعة العلاقة مع النظام السعودي في إحدى جولاته الانتخابية قائلاً: “أنا أحب السعوديين، وأنا أربح الكثير من المال معهم، وهم يشترون الكثير من ممتلكاتي”. قولٌ يشي بأنّ تكاليف استرضاء ساكن البيت الأبيض، باهظة اقتصادياً، وبالتالي سياسياً، على مملكة تعتاش على النفط.