يعود البحرينيون في العام السادس لحراكهم السلمي إلى ميدان الثورة في “دوار اللؤلؤة” على وقع القمع السلطوي، غير أن العزيمة البحرينية تشتدّ قوة وثباتاً، والميدان لا يخلو من أهله.
تقرير سهام علي
مرت ست سنوات على انطلاق “ثورة اللؤلؤة” ولا يزال البحرينيون يتلقون زخات الرصاص بصدورهم العارية على امتداد البلدات والمناطق.
لم يكن 14 فبراير/شباط 2011 يومأً عادياً في تاريخ البحرين، كان موعد انطلاق شعلة الثورة التي اتخذت من “دوار اللؤلؤة” مركزاً للتظاهرات السلمية المُطالبة بنظام سياسي ديمقراطي، إلا أن قوات الامن والعسكر البحريني المدعوم بقوات “درع الجزيرة” أبت، منذ مارس/آذار 2011، إلا أن تتصادم مع البحرينيين عبر الآليات والمدرعات العسكرية المدعومة بالطائرات الحربية.
وقبل أسابيع من موعد التظاهرة الكبرى عند الدوّار وسط العاصمة المنامة، بدأ الشباب البحريني يدعو ويحشد لليوم المحدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت الدعوات المطالب بتحقيق الإصلاحات السياسية، غير أن السلطة أبت إلا أن تعبّر عن دكتاتوريتها، حيث وجهت رصاصها على رؤوس وأجساد المتظاهرين، وتم توثيق التاريخ ليشهد على الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المواطنين.
كرّت السبحة منذ ذاك التاريخ، فالبحرينيون ما انفكوا الخروج من الميدان، والسلطة استعانت بقوات “درع الجزيرة” لتسعّر نيران قتلها بوجه مواطنيها، وعمدت إلى هدم “دوّار اللؤلؤة” الذي اعتبر أيقونة الثورة، وسيطرت قوات الحرس الوطني على الدوّار منذ كسر العصيان المدني من اجل تحقيق المطالب الشعبية.
وسقط خلال سنين الثورة عشرات الشهداء، ولا يزال آلاف المعتقلين، بينهم قادة المعارضة الوطنية، خلف القضبان، استعرت نيران الحقد بفضل اختيار النظام الحاكم للخيار الأمني بدلاً عن السياسي.
يعود البحرينيون إلى إحياء الذكرى السادسة للثورة على وقع تشييع الشهداء الثلاثة الذين قضوا بنيران السلطة على متن قارب صغير وسط البحر قبل أيام، وإعدام ثلاثة معتقلين قبل أقل من شهر. ومع الإعدامات السلطوية وطرق القتل المفجعة، تُحيا الذكرى السادسة مع الحصار المفروض على الدراز منذ أكثر من ثمانية أشهر حيث يلتف الاهالي حول الشيخ عيسى قاسم، غير أن صوت البحرينيين يكسر حواجز الأمن ويصدح عالياً، ليبقَ دوماً زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص.