بمناسبة مرور عام على استشهاد الشاب مكّي العريّض تحت التعذيب في سجون السلطات السعودية، أحبا أهالي المنطقة الشرقية الذكرى، وسط تهديدات أمنية منعت رجال المنطقة من إحياء الذكرى.
تقرير سناء ابراهيم
هذه الدماء كشفت عن أنّات حملتها عذابات السجون، التي انكسرت قيودها بارتقاء الشهداء.
بعد عام على الغياب لاتزال شهادة الشاب مكّي العريّض تنبض في الوجدان، شهادة نبتت من رحم المعاناة الواقعة على أهالي المنطقة الشرقية.
أسى المعاناة التي تكبّدتها عائلة الشهيد على مدى عام من الزمن، لم تقف سداً منيعاً بوجه السلطات التي حرمت ذويه من إقامة ذكراه السنوية، بعد اتصال ورد من المباحث قبل يوم من الذكرى، تقرر منع الرجال من إقامة التأبين للسنوية الاولى، فيما اقتصر على مجلس نسائي فقط.
قضى
الشهيد الشاب العريّض، تحت التعذيب في توقيف مركز شرطة القطيف الشمالية بعد اختفائه القصري الذي دام لايام، عقب خروجه للبحث عن عمل ولم يعد إلاّ جثماناً هامداً مزقته أثار التعذيب.
عاد مكّي، الذي تؤكد عائلته أنه لم يكن مطلوباً ولم تصدر بحقه أية مذكرة توقيف أو استدعاء، بعد التعذيب الذي تعرّض له جثمانه، وعمدت السلطات إلى فبركة رواية وفاته، زاعمة أن أسباب الموت كانت طبيعية.
وعند توجهت عائلة مكي للاستفسار عن وضع ابنهم، تم إعلامهم بمقتله وأُجبروا على التوقيع على رواية السلطة المفبركة مقابل الإفراج عن الجثمان. وكانت مصادر أهلية قد أوضحت أن العائلة وجدت آثار تعذيب على جسده عند إلقاء نظرة على الجثة في ثلاجة المستشفى، ومنها آثار ضرب وصعق كهربائي، موضحة أنه لم يتم تسليم الجثة للضغط على أهله من أجل التوقيع على أن أسباب الوفاة طبيعية.
وتعليقاً على ذلك، استنكرت المنظمة “الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان” ما تعرض له الشهيد العريّض، معتبرة أن “مقتل العريض نتيجة لما درجت عليه السعودية من انتهاكات ممنهجة، تنتهك فيها القوانين المحلية والدولية على حد سواء”.
الجدير ذكره، أن شهر يناير/كانون الثاني 2017 شهد على ارتقاء عدد من الشبان تحت سوط التعذيب في السجون، كان آخرهم الشاب المعتقل داخل سجون المباحث في الدمام محمد الحساوي.