يسارع القيمون على “رؤية 2030” للاقتصاد في السعودية إلى تنفيذ بنود خطتهم على أمل حصد النتائج الموعودة، وفيما تجهد “الهيئة العامة للترفيه” في إقامة الحفلات وافتتاح المشاريع السياحية، يبرز لدى السعودييين تساؤلات عما اذا كانوا سيأكلون عنب تلك المشاريع.. أم حصرمها!
تقرير رامي الخليل
فيما يحث المسؤولون السعوديون الخطى لجني محاصيل ما لم يزرعوه بعد في “رؤية 2030” للاقتصاد، يبدو أن المسارعة في افتتاح المشاريع السياحية التي لم تكتمل مقوماتها بعد، ستأتي بنتائج عكسية، خاصة في ظل التقارير التي تفيد بعدم أهلية المملكة لتلبية حاجات السياحة الداخلية، فضلاً عن استقطاب السياح الأجانب بالشكل المطلوب.
وأحصت شبكة “بلومبرغ” الإخبارية الأميركية عدداً من العوائق التي لا تزال تحول دون وصول الرياض للنتائج المتوقعة من القطاع السياحي، فذكرت أن السعودية لم تُصدر بعد تأشيرات سياحية، وبالتالي يتوجب على الراغب بزيارة السعودية الحصول على تأشيرة دعوة من الداخل، كما أن القيود المفروضة على اللباس وحظر الاختلاط بين الجنسين يشكلان عاملاً طارداً للسياح، ليفضلوا عندها التوجه إلى شواطئ دبي أو الأهرامات في مصر.
بدورها، أشارت صحيفة “هافينغتون بوست” الأميركية في مقال إلى الحفلات الغنائية التي شهدتها مدينة جدة قبل أيام، والتي حضرها أكثر من 20 ألف شاب وشابة، لافتة الانتباه إلى أن الشباب السعودي لم يعد يقبل بالدور المتسلط الذي تلعبه الهيئة الدينية عبر شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة، إلا أنها اعتبرت أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الشباب، وخاصة المرأة السعودية، استطاعت كسر الكثير من التقاليد التي لا تزال تحكم المجتمع السعودي.
سلط تقرير “بلومبرغ” الضوء أيضاً على فعاليات افتتاح منتجع “شادن” الصحراوي، يوم الخميس 23 فبراير/شباط 2017، في مدينة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، مشيراً إلى أن المنتجع الذي تنفذه شركة “الجزيرة سفاري” بتكلفة بلغت 100 مليون ريال، لا يزال غير مستعدٍ تماماً لاستقبال السياح. وإذا ما انسحب مثل هذا الخلل على بقية المشاريع السياحية، فإن المواطن السعودي الذي ينتظر أكل عنب “رؤية 2030” لن يحصل إلا على حصرمها.