تتكشف فصول التدخل السعودي في الحرب السورية تباعاً، إذ أظهر تحقيق استقصائي أن السعودية ماضية في تمويلها لصفقات أسلحة كرواتية تقدر قيمتها 134 مليون دولار إلى الجماعات الارهابية في سوريا.
تقرير مودة اسكندر
عادت قضية التمويل السعودي إلى الواجهة من جديد، عبر صفقة أسلحة كرواتية اشترتها السعودية وأعطتها للجماعات الإرهابية في سوريا، بحسب ما كشف تقرير جديد، أكد أن صادرات الأسلحة لم تتوقف، بل زادت، لتصل قيمتها إلى 88 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2016.
وبالرغم من نفي وزارة الخارجية الكرواتية ببيع أية أسلحة إلى السعودية أو إلى المعارضين السوريين، وتحذيرات منظمات حقوق الانسان المتكررة بشأن وصول هذه الأسلحة إلى مناطق النزاع السوري، إلّا أن التقرير أكد أن كرواتيا استمرت في تجارتها مع السعودية واستغلت الحرب السورية للتخلّص من مخزون الأسلحة المُتراكم منذ الحرب الانفصالية عن يوغوسلافيا.
ووفق ما كشفه التقرير الذي أجرته “الشبكة البلقانية للتحقيقات الاستقصائية” و”مشروع التحقيق في الجريمة المنظّمة والفساد”، فقد زادت كرواتيا صادراتها من الأسلحة والذخائر اليوغوسلافية، إذ باعت في الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 الرياض ذخائر وقاذفات صواريخ وقنابل تقدّر قيمتها بـ88 مليون دولار.
ومع أن السلطات الكرواتية حاولت إبقاء تفاصيل صفقاتها مع السعودية بعيدة عن الإعلام والرأي العام، وذلك من خلال حذف معلومات رئيسية من التقارير الحكومية الرسمية، إلّا أنّ مراجعة قاعدة الأمم المتحدة للبيانات الإحصائية لتجارة السلع الأساسية، كشفت عن أن كرواتيا صدّرت ما تقدّر قيمته بـ134 مليون دولار من الأسلحة والذخائر إلى السعودية، و47 مليوناً إلى الأردن، منذ كانون الأول/ديسمبر 2012.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن السعودية موّلت صفقة أسلحة من كرواتيا تتضمن آلاف البنادق ومئات الرشاشات، إضافة الى كمية غير محددة من الذخيرة وهي من مخلفات حرب البلقان.
وفي السياق نفسه، أكدت تقارير منظمة “العفو الدولية” أن الأسلحة الكرواتية واليوغوسلافية لم تصل إلى ما يُعرف بـ”الجماعات المعتدلة” فحسب، بل وصلت أيضاً إلى تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، كاشفة أنه منذ ذلك التاريخ “بدأت تظهر الأسلحة الكرواتية في شرائط الفيديو التي تبثها المعارضة”.