ليس بشراء السلاح وحده تضمن السعودية أمنها، فمصلحة العم سام الاستراتيجية تتطلب حليفاً قوياً في الشرق الأوسط. وضع فشل السياسة السعودية في المنطقة حكام الرياض أمام معضلة جعلتهم يبحثون عن خطوات جديدة تُمكِّنهم من الاحتفاظ بالولايات المتحدة كحليف أساس يضمن أمنهم.
وأورد موقع “صالون” الإخباري الأميركي تقريراً تساءل فيه عن مدى حاجة الأميركيين إلى السعودية كحليف استراتيجي يمكن الاعتماد عليه، خاصة في ظل فشل الرياض في المنطقة لصالح تمادي النفوذ الإيراني.
وأضاء التقرير على عدم أهلية السعودية للعب دور عسكري حاسم، فمِن تراجع السعوديين عن دعم الجيش اللبناني بـ3 مليارات دولار بغية دفعه للتصادم مع “حزب الله”، مروراً بفشل مشروعها للاطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد عبر رفد معارضيه بالسلاح، وصولاً إلى ارتفاع فاتورة الرياض المالية والخسائر العسكرية من جراء الحرب على اليمن، وهي حرب أرخت بظلالها على العلاقة بين “”أنصار الله” والإيرانيين.
أما النتيجة التي خلصت إليها القيادة السعودية، خاصة في ظل تراجع شهية الادارة الاميركية السابقة عن الاستثمار في نفوذها الآخذ في التراجع، فهي اندفاع الملك سلمان إلى القيام بجولة على عدد من الدول بينها ماليزيا والصين واليابان، في محاولة لإعادة إحياء النفوذ السعودي المتآكل.
من جهته، أوضح معهد “بروكينغز” الأميركي أن أحدى أهم أهداف الجولة يتمثل بإظهار الملك سلمان على أنه لا يزال قادراً على ممارسة مهامه، وذلك لدحض كل ما أثير عن عجزه الجسدي والعقلي، إضافة إلى السعي لمحاصرة النفوذ الإيراني، إنْ عسكرياً عبر ضم دول مسلمة مثل اندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي إلى حلف مناهض لإيران، أو اقتصادياً عبر السعي لكبح الانفتاح الإيراني على دول مثل اليابان والصين.
أظهرت الانكسارات السعودية فشلها في تشكيل بيئة سياسية موالية لها في المنطقة. وفيما تتمسك واشنطن بالرياض كحليف لأنها أكبر منتج للنفط، ذكر تقرير “صالون” إن ما يدعو واشنطن إلى الإبقاء على تحالفها مع الرياض هو أنه “إذا ما تُركت السعودية وحدها في المنطقة، فإنها لن تقدّم سوى المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط، وهو أمرٌ لا يرغب به أحد”.