ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن اعتماد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الدول الخليجية لتعزيز مصالح بلاده في المنطقة، أمر بالغ في الخطورة، خاصة في ظل السجل الأسود لتلك الدول في مقارباتها للملفات الاقليمية.
تقرير رامي الخليل
في جديد السياسات الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برز بشكل واضح أن واشنطن تتجه لتمتين علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج، حيث يرى الطرفان ان مصالحهما المشتركة تفرض عليها ذلك، وعلى رأس تلك المصالح، العداء لإيران، القضاء على تنظيم “داعش”، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير، أن ترامب مُقدمٌ على خطوة ناقصة لناحية اعتماد سياساته في المنطقة على دول الخليج، وقد اظهرت التجارب على مر السنين أن حكام الخليج أعجز من أن يقوموا بواجباتهم اتجاه أي من حلفائهم، إذ أنهم لطالما قاربوا سياساتهم الخارجية بمنطق الطفيليات التي تحيا على حساب الاخرين، مستغلين قوة الحلفاء لتأمين مصالحهم فقط.
وبحسب التقرير الذي أعده كل من نائب رئيس مركز “ويلسون” الدولي للبحوث، آرون ميلر، والباحث في معهد “كارنيغي”، ريتشارد سوكولسكي، فإن فشل السعودية والامارات في التغلب على “أنصار الله” في اليمن، وما تتسبب به تلك الحرب من نتائج كارثية على الصعيد البشري، “أمر ليس من صالح واشنطن الخوض فيه، كما أنه يثبت عدم جدوى الحلف العسكري الذي تنوي الولايات المتحدة إقامته إلى جانب تلك الدول لمواجهة ايران”.
وأوضح الباحثان أن الدول الخليجية التي ظهرت بهيئة المرحب بنية ترامب القضاء على تنظيم “داعش”، “تنظر بعين القلق إلى مصالحها في سوريا، فهي تعتبر أن اجتثاث “داعش” من شأنه أن يريح المحور المناوئ لها، والمتمثل بـ”حزب الله” وإيران وسوريا بالإضافة إلى روسيا”. وعليه، فإن السعودية “لن تكون راضية عن إحجام الادارة الاميركية عن شن حرب بالوكالة عنها ضد ذلك المحور”.
ويخلص تقرير “واشنطن بوست” إلى القول إن الإدارة الاميركية “ستكون أمام تحدٍ أمني كبير في علاقتها مع الدول الخليجية، خاصة في ظل السجل الحافل بالنتائج الكارثية لتلك الدول، مشيراً إلى أن خطط التعاون الإقليمي مع الخليجيين “لن تسفر عن نتائج إيجابية بالنسبة إلى واشنطن”. وأكد التقرير أيضاً أنه “على الادارة الاميركية تحاشي الغوصَ في وحول الصراعات التي أوجدتها دول الخليج”.