المملكة السعودية ترفض الوساطة الصينية لحل الخلافات مع إيران بحجة أن الجمهورية الاسلامية حالة مستعصية.
تقرير محمود البدري
قابلت السعودية، بسلبية مفرطة، المقترح الصيني بالتوسط لحل الخلاف بينها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتذرعت السعودية في رفض الوساطة الصينية بالمزاعم المكررة ذاتها، التي خرجت هذه المرة على لسان سفير الرياض في بكين تركي بن محمد الماضي. قائلاً إن إيران “حالة مستعصية لا يمكن العمل معها على أي أسس أو وساطة”، مضيفاً أنها “تحاول تهديد السلم في البحرين، وسوريا واليمن”.
تجاهل السفير السعودي بل تجاهل ما يحدث اليوم في اليمن من جرائم يندى لها الجبين بحق الشعب اليمني، فقال إن السعودية “تحرص على أن تقيم علاقات جيدة مع جيرانها”، مثل اليمن، الذي لا يشهد بالطبع لـ”حسن جوار” المملكة التي تمارس أبشع أنواع الحصار والإجرام بحق أطفاله ونسائه وشيوخه. واستبعد السفير السعودي أن تطرح مسألة الوساطة لحل الخلاف بين البلدين خلال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين في 15 مارس/آذار 2017.
ليست المرة الأولى التي ترفض فيها الرياض وساطة أي من العواصم لحل الخلاف مع طهران، فقد كان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في يناير/كانون الثاني 2017 أن ما لا يقل عن 10 دول عرضت التوسط لوقف الخلاف المتصاعد بين السعودية وإيران، مشيراً إلى أن طهران “ستستعيد علاقاتها مع الرياض إذا غيرت السعودية سياساتها في المنطقة”.
تقابل الرياض ذلك على قاعدة أن إصلاح العلاقات ليست مسألة ثنائية، خاصة وأنها تمثل مصالح المنطقتين الخليجية والعربية، بحسب ما جاء على لسان مسؤوليها في أكثر من مناسبة، فالحقيقة، وكما بات واضحاً للقاصي والداني، هي أن السعودية تنفذ أجندة أميركية وتتكاتف مع العدو الإسرائيلي في وجه محور المقاومة، وكل من يدور في فلكه.