تسعى الرياض إلى تأليب دول الخليج على القاهرة، في استمرار لسياسة الابتزاز التي تنتهجها.
تقرير رامي الخليل
تستمر عنجهية حكام آل سعود في مقاربة القضايا الإقليمية والدولية، وآخر تلك السياسات ممارسة عملية ابتزاز تضع فيها أكثر من 90 مليون مصري في خانة الأسر الاقتصادي، وذلك كي تنتزع من القاهرة المواقف السياسية التي تتلاءم مع توجهاتها في المنطقة.
ونقلت صحيفة “المصريون” عن مصادر دبلوماسية قولها إن الرياض تقود توجهاً خليجياً لوقف تقديم الدعم للقاهرة، لافتة الانتباه إلى أن السعودية أفشلت محاولةً أخيرة قام بها الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، لتهدئة التوتر، وهي أبلغت موسى بخطواتها التصعيدية “ما دامت القاهرة متمسكة بموقفها في ما يخص الملفين السوري واليمني”، و”لم تلتزم بتعهداتها بشأن التنازل عن جزيرتي “صنافير وتيران”، فضلاً عن التقارب المصري الإيراني.
كرَّست توجهات السعودية العقابية بحق مصر مقاطعة وزراء الخارجية الخليجيين لاجتماعات الدورة الـ146 لمجلس وزراء الخارجية العرب التي انعقدت في القاهرة. ونقلت الصحيفة المصرية عن مصادرٍ متطابقة قولها إن الإمارات والكويت تحفظتا على الطلب السعودي بالكف عن تقديم دعمهما لمصر، خشية من خطورة الابتعاد عن القاهرة في مثل هذه الأجواء الاقليمية التي تمر بها المنطقة.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير عبد الله الأشعل إلى وجود “توجه سعودي لتكريس نوع من القطيعة من جانب دول الخليج مع مصر”، مشيراً إلى أن مثل هكذا توجه “سيكون له تأثير سلبي على أعمال القمة العربية في الأردن، خاصة في ظل تمادي الحكومة الإسرائيلية في ممارساتها لإفشال حل الدولتين”.
لم تتخل الرياض حتى اليوم عن سياساتها الاستعلائية في مقاربة علاقاتها مع دول المنطقة، وفيما تتابع ممارسة سياسة الابتزاز لتحقيق أهدافها من دون مراعاةٍ لمصالح الشعوب العربية، يبدو أن ملفات المنطقة تتجه إلى مزيد من التعقيد، مع ما يعنيه ذلك من تأزم في العلاقات بدأ يلقي بظلاله على جامعة الدول العربية تمهيداً لتقسيمها.