مصافحة بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي في ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في إسلام أباد، عام 2015

“معهد الشرق الأوسط”: بكين تسعى لتطويق واشنطن بالوساطة بين طهران والرياض

تخطو الصين خطوة جديدة في طريقها إلى منطقة الشرق الأوسط، وفيما قدَّم الملك سلمان بن عبد العزيز زيارة بكين على واشنطن، يرصد مراقبون سعياً صينياً لعزل الولايات المتحدة في المنطقة.

تقرير رامي الخليل

على الرغم من المساعي الاميركية الحثيثة لاستعادة ما خسرته من دور في الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن المراقبين يرون أن خطوات الصين المتسارعة في المنطقة جاءت لتصعِّب مهمة الولايات المتحدة.

وذكر “معهد الشرق الأوسط” في واشنطن، في تقرير، أن الصين “تريد تعزيز مصالحها في المنطقة من خلال لعب دور الوسيط المحايد لإنهاء التوتر في العلاقات السعودية الإيرانية”، مشيراً إلى أن “تحقيق انفراجة في هذا الملف لن تكون سهلة وهي بحاجة إلى وقت”.

وأوضح التقرير، الذي أعده نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى غيرالد فيرستين، أن الصينيين “يعتقدون بأن مجرد قيامهم بالتوسط بين الدولتين أمر من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز مصداقيتهم كلاعب إقليمي رئيس، كما أن نجاحهم البسيط سيؤدي إلى إعاقة جهود الرئيس دونالد ترامب في تصعيد الضغط على إيران، وبالتالي تعزيز مركز الصين في تعاملها مع الولايات المتحدة منفردة”.

من جهتها، اعتبرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية أن زيارة سلمان لبكين “تضع الصين في دائرة الضوء في الشرق الأوسط”، لافتة الانتباه إلى أن الزيارة “تأتي في وقت تعزز فيه بكين جهودها الديبلوماسية لتغدو لاعباً أكثر نشاطاً في ما يتعلق بالقضايا الساخنة في المنطقة، خاصة سوريا”.

ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين صينيين قولهم إن بكين “تسعى إلى تعزيز نفوذها في ظل حالة عدم اليقين بشأن التزامات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، خاصة وأن زيارة سلمان تظهر صعود الصين المتزايد كثقل مواز للنفوذ الأميركي في ساحة جيوسياسية متغيرة”.

في وقت قلل مدير دراسات الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية في بكين، لي جيوفو، من قدرة بكين على الحلول مكان واشنطن في إدارة المنطقة، إلا أن الاتفاقات المتوقع توقيعها خلال زيارة سلمان إلى بكين، لا شك ستطلق أجنحة التنين الصيني نحو المزيد من النفوذ.