في حين تؤكد باكستان على أن حماية المقدسات الإسلامية هدفاً لها، تحاول الرياض الاستفادة من الموقف في تحشيد الدعم لعدوانها على اليمن.
تقرير هبة العبدالله
سيرسل الجيش الباكستاني فرقة من قواته المقاتلة إلى الحدود السعودية الجنوبية بهدف حمايتها من الهجمات اليمنية، يقول موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى.
قد لا يكون الخبر مفاجئاً في الإطار العام. فالعلاقات السعودية الباكستانية المتينة ترجمت مرات عدة على الستوى العسكري بمناورات مشتركة وتعاون وثيق، لكن المفارقة أن للجانبين تصوراً مختلفاً حيال تعاونهما العسكري.
كان ضم السعودية لباكستان في التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنت عنه في ديسمبر/كانون الأول 2015 مفاجئاً لإسلام آباد. وقتها، أكدت الحكومة الباكستانية أن قواتها لا تقاتل على أراضٍ أجنبية.
وبعد زيارة سعودية باكستانية متبادلة، غيرت إسلام آباد تصريحاتها من دون أن تغير موقفها، فقالت إن القوات الباكستانية مستعدة لحماية الأماكن المقدسة في السعودية أمام أي تهديد خارجي، فتستفيد السعودية من الموقف وتحاول استغلاله لصالحها.
بعد زيارة الرياض في ديسمبر/كانون الأول 2016، أكد القائد الجديد للجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا على التزامه بتأمين وحماية المساجد المقدسة وسلامة الأراضي في المملكة السعودية. كان هذا تصريحاً متلائماً مع الموقف الرسمي الصادر عن الحكومة الباكستاني، قالة باجوا بعد لقائه رئيس هيئة أركان الجيش السعودي.
وتمثل منطقة انتشار الفرقة العسكرية الباكستانية مسألة سياسية حساسة في إسلام آباد، إذ رفض البرلمان هناك منذ عامين الطلب السعودي بانضمام باكستان إلى التحالف. يقول الموقع البريطاني إن اللواء العسكري الباكستاني المرسل للسعودية سيتمركز في جنوب المملكة، لكنه سيبقى ضمن الحدود السعودية، مؤكداً أنه لن يستخدم كقوة عسكرية خارج الحدود السعودية.
واللواء هو وحدة عسكرية تتألف من 5 كتائب بالحد الأقصى ولا يتجاوز عدد عناصرها 5 آلاف، ما يعني أن الفرقة العسكرية الباكستانية محدودة العديد والقوة وليست وازنة بحجمها العسكري. وبرأي البعض، فإن إسلام آباد محرجة كثيراً من الخطوات العسكرية المتعاونة مع السعودية وأن الحكومة الباكستانية تريد رد الجميل للمساعدات الرياض لها، إلا أنها لا تريد التورط بحروب السعودية وعدوانها على اليمن.