ترامب وبن سلمان.. بداية نهاية حقبة التوتر الأمريكي السعودي

عكس لقاء الرئيس الأمريكي الجديد مع ولي ولي العهد محمد بن سلمان، حرص دونالد ترامب على قطع العلاقة مع تصرفات سلفه باراك أوباما حيال السعودية، ليمثل اللقاء الاول للإدارة الأمريكية بمسؤول خليجي رفيع المستوى، فرصة لتعويض ما فات من توتر العلاقات بين البلدين.

على مائدة غداء في الغرفة العائلية التاريخية بالبيت الأبيض، بحث الجانبان السعودي والأمريكي تعزيز العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

اللقاء الأول للرئيس دونالد ترامب مع مسؤول خليجي، حضره من الجانب الأميركي نائب الرئيس مايك بنس، ومستشاره جاريد كوشنر، ومدير فريقه رينس بريبوس، وعن الجانب السعودي وزير الخارجية عادل الجبير، وبعض أعضاء الوفد.

اللقاء الذي شهد محادثات مطولة ومغلقة، جاء ليشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، بحسب ما أكد أحد كبار مستشاري بن سلمان، في تصريح لوكالة بلومبيرغ.

وأضاف المسؤول السعودي أن التعاون بين البلدين بعد الاجتماع التاريخي سيكون في أعلى مستوى له، وأن هناك الكثير من التفاصيل والأخبار الإيجابية سيتم إعلانها خلال الفترة المقبلة.

وحول الملفات التي ناقشها الجانبان، كان تعليق بن سلمان على قضية منع بعض مواطني الدول الست للولايات المتحدة، بأن المملكة لا ترى في هذا الإجراء أي استهداف للدول الإسلامية.

وحول الملف الإيراني، اعتبر ولي ولي العهد أن الاتفاق النووي سيء وخطير للغاية على المنطقة، فيما ناقش الجانبان التجربة السعودية بإقامة سياج عازل مع العراق، وأبدى بن سلمان أسفه لعدم تعجيل المملكة بتطبيق هذه التجربة في حدود مع اليمن.

وضمن الملفات الاقتصادية بين البلدين، بحث الجانبان الاستثمارات الكبيرة في الولايات المتحدة من قبل الجانب السعودي وفتح فرص للشركات الأمريكية التجارية للدخول في السوق السعودية.

شبكة فوكس نيوز الأميركية، رأت أن زيارة ولي ولي العهد السعودي للولايات المتحدة، تأتي لغرضين أساسيين هما التأكيد على قوة التحالف الأمني بين الرياض وواشنطن، وإرسال رسالة واضحة بأن السعودية على طريق التغيير.

بدورها اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن زيارة بن سلمان، مثّلت بداية جديدة لمرحلة أكثر تعاوناً بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.

وركّزت الصحيفة على أن الزيارة، كان مخططاً لها أن تكون قصيرة، وأن تقتصر على لقاء في البيت الأبيض، لكنها تحوّلت إلى دعوة رسمية على الغداء، وتخلل ذلك مباحثات حول العديد من القضايا.

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقة السعودية الأمريكية كانت قد شهدت توتراً إبّان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، إلا أن تطلعات الرياض لتصحيح مسار تلك العلاقة ارتفعت عقب وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.