عادت قضية صراع الأجنحة في العائلة المالكة إلى الواجهة من جديد، بعدما كانت قد ارتفعت أسهم ولي العهد محمد بن نايف كوريث طبيعي لاعتلاء العرش، إلا أنّ زيارات ولي ولي العهد محمد بن سلمان للبيت الأبيض جاءت لتخلط الأوراق من جديد كل مرة.
تقرير رامي الخليل
بين عرش المملكة والمحمّدَين دربُ مزايدات طويلة، يجهد خلالها كل من الرجلين لتسويق نفسه في بلاد العم سام على أنه الأنسب لتولي حكم السعودية.
لم يعد لقاء محمد بن نايف، الذي سرى انطباع بأن واشنطن تراهن عليه لقيادة المملكة، برئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي أي إيه” مايكل بومبيو كافياً لتثبيت التاج على رأسه، خاصة بعدما استُدعي محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض على عجل، وذلك في ظل النزاع القائم بين الإدارة الاميركية الجديدة وجهاز استخباراتها لناحية مقاربة ملفات المنطقة.
وذكرت شبكة “أن بي سي نيوز” الأميركية، في تقرير، أن مفاضلة واشنطن بين أوراق اعتماد المحمدين رست في ما يبدو على بن سلمان، لافتة النظر إلى أنه “إذا ما أدنا معرفة مَن مِن الرجلين سيتولى حكم المملكة، علينا أن نرى من وصل منهما إلى واشنطن”.
.
وأوضح التقرير أنه فيما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بن سلمان إلى تناول طعام الغداء معه في البيت الأبيض، حصل ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف في المقابل على جائزة ترضية تمثلت بتقليده جائزة “جورج تينت” من رئيس الـ”سي آي أيه” في يناير/كانون الثاني 2017.
يبدو أن محمد بن سلمان في طريقه للتغلب على محمد بن نايف في لعبة شد الحبال الملكية، وبينما ينظر ديبلوماسيون غربيون إلى زيارة الملك سلمان الآسيوية على أنها تصب في خانة بناء الولاءات للأمير الشاب، يبقى حسم أمر العرش النهائي رهنٌ بالثمن الذي سيطلبه الرئيس والتاجر دونالد ترامب، وعمّا إذا كان بن سلمان مستعداً لسداده، نفطياً كان، يمنياً وإيرانياً.