ذكر موقع “ميدل أيست آي” البريطاني عل في تقرير أن الامارات تدفع باليمن نحو التقسيم حفاظاً على مصالحها الإستراتيجية، يأتي ذلك في وقت استفحلت الخلافات بين أعضاء “الحلف السعودي” في حربه ضد اليمن
تقرير رامي الخليل
بدأت إشارات الإنقسام بين دول التحالف السعودي تتظهر أكثر فأكثر، وبعدما خرج إلى العلن الخلاف بين الإمارات والسعودية لناحية دعم الرئيس المتراجع عن استقالته عبدربه منصور هادي، يبدو أن مصالح الامارات الاستراتيجية تدفعها للعمل على إعادة تقسيم اليمن، حيث تعتبر أن باب المندب اليمني هو امتداد طبيعي لأمنها القومي، خاصة بعدما عملت على تطوير موانئها على حساب إضعاف هذا الممر ذو الأهمية القصوى على خارطة التجارة العالمية.
واعتبر موقع “ميدل ايست اي” أن مطالب الحراك الجنوبي الانفصالية عن الدولة اليمنية تُشكل عامل خلاف بين أعضاء “التحالف السعودي”، لافتاً إلى أن بوادر الإنقسام بدت واضحة منذ 12 فبراير/شباط 2017، تاريخ معارك مطار عدن التي اشتعلت بعدما رفض قائد قوات مطار عدن العقيد صالح العميري أمر هادي بمغادرة الموقع على اثر تقدم مقاتلي الحراك الجنوبي المدعومين اماراتياً.
وأشار مراقبون إلى أن الامارات وضعت السيطرة على عدن في سلم أولوياتها، إذ أنها ترى في الثروات التي يمتلكها اليمن من نفط وغاز ومعادن وثروة سمكية، تهديداً وجودياً صريحاً لها في مجال المدن اللوجستية، خاصة مع الموقع الإستراتيجي للميناء الذي يطل على مضيق باب المندب، ويتحكم في جانب كبير من التجارة العالمية.
ترى الامارات في فكرة انفصال الجنوب ضماناً لسيطرتها على عدن سياسياً وعسكرياً عبر دعم الحراك الجنوبي، وفيما تجهد لإجهاض أي محاولة لإحياء ميناء عدن الإستراتيجي والحيوي للمنطقة ككل، ولليمن على وجه الخصوص، وبما أنه يُعتبر قاتلاً استثمارياً واقتصادياً وعسكرياً للإمارات، فإنها لن تألوا عزماً عن متابعة أجندتها التقسيمية حتى وان اضطرها الأمر للدخول في مواجهة مع الرياض.