استضافت “رابطة العالم الإسلامي” وعلى مدى 3 أيام طيفاً واسعاً من العلماء الذين ينتمون لتيارات فكرية عديدة غير محسوبة على الاتجاه السلفي التقليدي السائد في السعودية، وحذر مؤتمر الاتجاهات من الانحراف الفكري واثارة النعرات الطائفية والمذهبية. فهل سيلتزم حملة الفكر الوهابي بقرارات المؤتمر؟
تقرير إحسان العراف
اختتمت “رابطة العالم الإسلامي” ممثلة في مجمعها الفقهي، قبل أيام في مكة المكرمة أعمال المؤتمر الذي جاء تحت عنوان “الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة”، بحضور المرجع الروحي لـ”الإخوان المسلمين” يوسف القرضاوي ومفتي السعودية، الذي كان قد وضع الإخوان على لوائح الإرهاب لدى المملكة.
وخرج المؤتمر بخلاصات عدة تحذر من التطرف الفكري وتدعو لإعداد ضوابط الاتجاهات الفكرية. وأصدر المشاركون في المؤتمر بياناً دعوا فيه الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في العالم الإسلامي إلى “ترسيخ القيم العليا في الإسلام الداعية للمحبة والبر والتسامح والتعايش”.
وحذر المؤتمر من “ازدراء أتباع المذاهب الإسلامية وإثارة النعرات المذهبية والطائفية، وتجريم هذا العمل، مع التصدي للقنوات والوسائل الإعلامية التي تثير الكراهية بين المسلمين أو بينهم وبين غيرهم”. ورفض البيان ما وصفه بـ”التساهل في التصنيفات الدينية والفكرية”.
وأكد أن الأوصاف المتعلقة بالتوجهات المذهبية “ليست بديلة ولا مزاحمة لاسم الإسلام الجامع” مع تأكيد أنه “لا يجوز بحال منازعة السلطات الشرعية، وعلى الجميع السمع والطاعة بالمعروف.” وتطرق البيان إلى من وصفهم بـ”حَمَلَةُ الفكر الضال” فقال إنهم “خرجوا عن جادة الإسلام والمسلمين”.
يعد هذا مؤتمر بعناوينه وتوصياته بارقة أمل تخرج من رحاب مكة، ولكن السؤال هنا هو هل ستطبق هذه العناوين من قبل الوهابية التي تكفر كل من يخالفها الرأي، سواء عبر منع خطباء المنابر داخل المملكة من التحريض على المذهبية وتكفير الآخر.
وهل ستغلق “صفا” وغيرها من قنوات الفتنة؟ وهل سيسمح للكتاب غير الوهابي بتصدر المعارض داخل المملكة؟ وهل ستجفف السياسة الوهابية انابيب الدعم للمجموعات الارهابية التي وصفهم المؤتمر بـ”حَمَلَةُ الفكر الضال”؟ أسئلة كثيرة تبقى برسم “رابطة العالم الإسلامي”.