تركت مغادرة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العاجلة لواشنطن جملةً من الاستفهامات حول النتائج التي أفرزتها تلك الزيارة، في وقت يبدو أن المصالح المشتركة للسعودية وإسرائيل ستكون محور تحالفات جديدة في المنطقة.
تقرير رامي الخليل
غابت مظاهر الاحتفاء التي قوبل بها محمد بن سلمان لدى وصوله إلى واشنطن قبل أيام، عن مراسيم وداعه أثناء مغادرته العاجلة إلى الرياض، وهو أمر رأى فيه مراقبون إشارةً إلى أن ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب لم يكن راضياً عن أجواء اللقاء الذي جمعه بابن سلمان.
وأوضحت مجلة “فورين أفيرز” الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، في تقرير، أنه “في وقت نجح بن سلمان فيه بمهمة إعادة ضبط علاقة بلاده مع الولايات المتحدة، إلَّا أنه لم ينجح بعد في إقناع واشنطن بتبني ترشيحه إلى عرش المملكة”، موضحة أن نقاطه “لا تزال متأخرة عن نقاط بن عمه ولي العهد محمد بن نايف”.
وأشار التقرير الذي أعده مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في “معهد واشنطن”، سايمون هندرسون، إلى وجود “فجوة في مواقف الرياض وواشنطن بشأن الحرب في اليمن”، لافتاً النظر إلى وجود “شعور بالاسف لدى الولايات المتحدة لتقديمها الدعم للسعودية في حربها هناك، خاصة في ظل الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي بحق المدنيين، مع فشله في إنهاء الحرب”.
وخفف هندرسون من حدة الصورة الضبابية التي رسمها لناحية العلاقات بين الرياض وواشنطن، خاصة وأن الولايات المتحدة تسعى للحصول على مليارات الدولارات من استثمارات سعودية مرتقبة، على أن هكذا انفراجة اقتصادية تربطها الرياض بتعديل قانون “جاستا”، والذي يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بمقاضاة الحكومة السعودية، كما أضاء التقرير أيضاً على سعي واشنطن لتذليل العقبات التي تواجه العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
يبدو أن الخطوط العامة للعلاقات التي ستحكم تحالفات المنطقة بدأت تتضح شيئاً فشيئاً، وإذا كانت المصالح المشتركة للدول هي ما تقرر سياساتها، فإن ما يظهر من مساحات تلاقٍ كبيرة بين السعودية وإسرائيل، يفتح باب التساؤل عما إذا كنا أمام صفقة كبيرة تلوح في الأفق، من شأنها أن تمهد الطريق أمام تحالف سعودي إسرائيلي أميركي موحَّد.