ملفات الخلاف بين المملكة السعودية والجزائر كثيرة، ليس فقط في ما يخص العلاقات الخارجية ونظرة كل دولة لملفات المنطقة خاصة الموقف من إيران، بل حتى في الملفات الداخلية، فالسعودية تدعم المغرب ضد الجزائر في قضية البوليساريو.
تقرير إحسان العراف
نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام السعودية، ومفادها أنه اتهم إيران بالإرهاب ومحاولة زعزعة المنطقة العربية.
وأكد عيسى لوسائل إعلام جزائرية أن صحيفة “المدينة” السعودية أجرت معه حوارًا في القاهرة، ونقلت بهتانًا ما روجته على لسانه بخصوص إيران، موضحًا أنه أبلغ وزارة الخارجية الجزائرية بالأمر.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستغل فيها السعودية اسم وزير الأوقاف الجزائري لمصلحة خلافها مع طهران، حيث رد محمد عيسى على إقحام وزير الحج السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن العام الماضي لبعثة الحج الجزائرية في خلافات الرياض وطهران.
ولاقى تلفيق التصريحات الجزائرية ضد إيران من قبل السعودية ردود وتصريحات غاضبة في الشارع الجزائري حتى قبل تكذيب العيسى لها، حيث قال المستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي، إن تصريح محمد عيسى “إذا ثبتت صحته سيدخلنا في أزمة دبلوماسية مع إيران، ولا يحق له أن يتجاوز موقف الجزائر الممثلة في وزارة الخارجية ودبلوماسيتها اللتين لهما الحق في إصدار الأحكام وإبداء الرأي في القضايا التي تمس المسائل الخارجية”.
من جهته، وصف الجنرال الجزائري المتقاعد عبد العزيز مجاهد التصريح المزعوم لوزير الشؤون الدينية والأوقاف بأنه “منافٍ لموقف الدولة الجزائرية تجاه ما يحدث في المنطقة العربية”.
ويرى متابعون للشأن الجزائري انه من الطبيعي أن تظهر الخلافات بين الجزائر والرياض في إطار العلاقات الدبلوماسية للبلدين، خاصة في ظل اتساع الهوة بينهما فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية، ولكن التطور الجديد وغير المقبول هو أن تفبرك المملكة السعودية حيثيات لا أساس لها من الصحة، وتضعها على لسان مسؤول جزائري؛ لتهاجم بها إيران، في الوقت الذي تتمتع فيه الجزائر بعلاقات طيبة مع الجمهورية الاسلامية في إيران.