بينما تخوض القوات العراقية معارك شرسة في الموصل ضد الإرهاب، تسعى واشنطن والرياض إلى تحسين العلاقة مع بغداد لمرحلة ما بعد “داعش”، وتسارعان في تقديم تنازلات لبغداد بهذا الشأن.
تقرير هبة العبدالله
تتحسن العلاقات السعودية العراقية تدريجاً بعد الخلافات الديبلوماسية التي أبعدتهما. يقول وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، إن بلاده تعتزم شطب الديون المترتبة على العراق للمملكة، مثنياً على جهود العراق في محاربة “داعش”.
وجاء الإعلان السعودي خلال لقاء الجبير نظيره السعودي ابراهيم الجعفري على هامش اجتماع “التحالف الدولي” ضد “داعش” في واشنطن. واللافت أن القرار السعودي الهادف تجاه تعزيز مساعي تحسين العلاقة مع بغداد يأتي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المملكة.
والتقى الجبير، على هامش الجتماع، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في لقاء هو الثاني الذي يجمعهما خلال شهر، وهو ما اعتبر مضياً في سياق الخطوات القائمة لتحسين العلاقات المتوترة.
وقبل شهر، زار وزير الخارجية السعودية العراقي والتقى مسؤولين كبار، لتعود وتتجدد لقاءات الجبير مع المسؤولين العراقيين هذا الشهر أيضاً، ومعها الإعلان عن نية السعودية إلغاء الديون السابقة المترتبة على العراق.
تطلق المملكة السعودية رسائل إيجابية جداً تجاه العراق، الذي لم يطوِ بعد صفحة محاربة تنظيم “داعش” وتحرير الموصل بالكامل. خلال فترة الركود في العلاقات السعودية العراقية، وبينما كانت الرياض تنتظر عودة بغداد إليها، كانت الأخيرة تنشط على خطوط مختلفة. أربكت اتفاقية النفط التي جمعتها مع مصر والأردن المملكة ودعتها إلأى المبادرة إلى تنشيط العلاقات من جديد، وهكذا بدأت تحركات يقودها الجبير.
وفي موازاة التحركات السعودية ثمة تحركات أميركية مريبة اتجاه العراق، أيضاً تلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطأ الانسحاب من العراق، بعدما فتح أبواب واشنطن أمام العراقيين، باستنثاء العراق من قرار منع الهجرة الجديد الذي يحاول تطبيقه.
من ينظر من بعيد يدرك بأن بغداد ستكون ساحة مثيلة لبناء تحالفات جديدة بعد النهوض من حربها الطويلة والشرسة مع الإرهاب. يطمع بهذه الأحلاف من لم يكونوا عوناً للعراق خلال صراعه المستمر مع التنظيمات المتشددة.