تدفع سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرياض إلى تعميق التحالف السري بين السعودية والاحتلال الاسرائيلي، إلاّ أن ميزان الربح والخسارة من هذا التحالف، قد يقلب المعادلة الأميركية الجديدة..
تقرير مروى نصار
في ظل الأوضاع العصيبة التي تمر بها دول مجلس التعاون الخليجي بسبب إنخفاض أسعار النفط، والخوف من إيران، وإهمال الولايات المتحدة الأميركية، لجأت دول الخليج إلى تعزيز علاقتها مع إسرائيل، سعياً منها الى تنويع اتصالاتها الخارجية، لا سيما في الشرق، والبحث عن دعم أمني ودفاعي في أماكن أخرى غير الولايات المتحدة وأوروبا.
وأكدت صحيفة “جلوبس” الإسرائيلية أن الخوف من إيران وعدم الثقة في الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دفع دول الخليج إلى التقرّب بشكل قوي من إسرائيل، مضيفة أنه خلال وقت قريب ستدفع المخاوف المشتركة من إيران كل من إسرائيل ودول الخليج إلى تحسين علاقاتهم ببعض، خاصة في مجالات الدفاع والأمن.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية في العام الماضي، أثار ترامب شعارات دول مجلس التعاون الخليجي بعدم سحب حضورها في معركة “داعش” و”القاعدة”. وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن هناك الكثير من التعاون في تنسيق الدفاع وتبادل المعلومات الاستخبارية بين دول الخليج والاحتلال، على الأقل في حالة الإمارات التي أوجدت علاقات مع تل أبيب، لكن بشكل أو بآخر، كان الجميع يبحثون عن مخرج علني حتى فاز ترامب في الانتخابات.
وأشارت “جلوبس” إلى أنه ليس هناك أي شيء جديد مع السياسيين حيث يقولون شيئاً في الحملات الانتخابية وينفذون عكس ذلك عندما يصبحون في المنصب، فيما اعتبرت تل أبيب أن ترامب ليس لديه نية لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس في وقت قريب أو التخلي عن عملية السلام بين الاحتلال وفلسطين.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية الانتباه إلى أن العودة إلى الواقع من جانب الطبقة السياسية الإسرائيلية يجب أن يشمل الآن احتمالية أن دول مجلس التعاون الخليجي حاضرة وبقوة في المعادلة السياسية، واختتمت تقريرها بأن الطبيعة السياسية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط ووجود الرئيس ترامب يشجع دول مجلس التعاون الخليجي على مواصلة التقارب مع الإسرائيليين.
يطرح ما سبق تساؤلات عدة حول مصير علاقة دول الخليج بالولايات المتحدة الأميركية، فيما تشكل تداعيات علاقة السعودية مع الاحتلال، ما من شأنه خسارة الرياض لجرء كبير من تحالفاتها في العالم العربي والإسلامي، حتى ضمن دول مجلس التعاون، كعمان والكويت وقطر. فهل تخاطر الرياض بتحالف خاسر مع الاحتلال؟