تواجه السعودية اللحظة الأكثر حساسية في تاريخها. هذا ما خلصت إليه دراسات استشرافية عربية وأميركية وإسرائيلية.
فقد قدم البروفيسور الأردني وليد عبد الحي ورقة بحثية تستشرف مستقبل السعودية عبر تحليل 6 دراسات أكاديمية، تنتمي إلى دول عدة ومن هيئات أكاديمية مختلفة، أجمعت على اللحظة الحساسة التي ستضطر فيها السعودية إلى الخضوع لصراع الأجنحة الملكية في قصر آل سعود، وهو صراع بين الجيل القديم والتقليدي المتمثل بمحمد بن نايف وبين الجيل الجديد الذي يعبر عنه محمد بن سلمان.
وأوضحت الدراسات، وفقاُ لورقة عبد الحي، أن “الأزمة ستظهر بقوة بعد وفاة الملك سلمان، ونقطة التوتر ستكون في احتمال أن يقوم بن نايف بعزل بن سلمان على غرار ما فعل سلمان مع أخيه مقرن، وهو ما يدفع محمد بن سلمان للعمل الدؤوب لتعزيز مواقعه في أهم أوصال الدولة لجعل مثل هذا القرار أكثر صعوبة”.
ينعكس صراع الأجنحة على الصراع بين الثقافات، خاصة بعمقها الوهابي، وبين الأجيال الجديدة بخاصة مئات الألاف من خريجي الجامعات الغربية، والذين يعانون من مشكلة التوفيق بين التوجهات العالمية والتوجهات المحلية على المستوى الثقافي.
وستتجلى المشكلة في مظهرين هما مدى قدرة البعد السياسي (النظام الملكي) والبعد الديني (الثقافة الوهابية) على التواؤم بينهما من ناحية وبين هذين الطرفين وبين الثقافة المعاصرة من ناحية ثانية. وأجمعت الدراسات على أنه من المخاطر التي تواجه المملكة احتمال تحول الوضع الداخلي نحو مزيد من العمليات الإرهابية داخل المملكة، وبخاصة أن الاحتقان الاجتماعي، البطالة بين الشباب بشكل رئيس، وافتقاد الكوادر المهنية الوسطى والاحتقان السياسي وارتداد الإرهابيين الخليجيين إلى المنطقة من مناطق التوتر في سوريا والعراق وليبيا ونيجيريا واليمن، قد يعززا من السيناريو المتشائم.
وتتمثل التحديات الهامة، وفقاً للدراسات، أمام السعودية والتي ستشكل التطورات الأكثر حساسية في المأزق المالي السعودي، فترى كل هذه الدراسات أن فترة الوفرة المالية وصلت إلى النهاية، وأن اسعار النفط لن تصل في المستقبل في أفضل الاحتمالات إلى أكثر من 70 دولاراً، وهو ما يعني أن الاحتياطات المالية السعودية ستصل مرحلة النفاد عام 2020.