مع دخول الحرب السعودية ضد اليمن عامها الثالث، وفي ظل فشل الرياض في تحقيق أهدافها، تتجه الإدارة الأميركية الجديدة إلى زيادة دعم تحالف العدوان السعودي، في محاولة لإحداث تغييرات جذرية أخطرها السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي.
تقرير رامي الخليل
بعدما ثبت لدى القيادة الاميركية عجز “التحالف السعودي” عن حسم الحرب في اليمن، وفي ظل ارتفاع الأصوات الدولية المنددة باستمرار جرائم حكومة آل سعود بحق اليمنيين، تتجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تكثيف دعمها العسكري والاستخباري لقوى العدوان، في سعي منها لتسريع حسم المعارك.
وذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية، في تقرير، إنه بعدما رفضت الأمم المتحدة طلباً سعودياً يدعوها لإدارة ميناء الحديدة الاستراتيجي الواقع على البحر الأحمر، تتجه واشنطن إلى دعم مخططات التحالف للاستيلاء على الميناء، وهو أمر من شأنه أن يتسبب بكارثة على الشعب اليمني في الجانب الإنساني والاغاثي، خاصة وأن أكثر من 80 في المئة من سكان البلاد تعتمد على الميناء لاستيراد أكثر من 90 في المئة من احتياجاتهم الأساسية.
التقرير الذي أعده كبير مراسلي شؤون الأمن القومي في المجلة دان دي لوتشي ومراسلها في وزارة الحرب الأميركية بول ماكليري، نقل عن خبراء ومسؤولين سابقين في الوزارة قولهم، إن المضي قدماً في دعم التدخل السعودية في اليمن تترتب عليه مجموعة من المخاطر، منها استغلال تنظيم “القاعدة” للفوضى الناتجة عن الحرب لتعزيز نفوذه في المنطقة، فضلاً عن إطالة أمد معاناة المدنيين في ظل تحذيرات أممية من خطر تعرضهم للمجاعة.
وذكرت المجلة إن واشنطن وافقت مؤخراً على بيع مقذوفات موجهة بدقة الى الرياض بقيمة 390 مليون دولار، مما يمثل انقطاعاً حاداً عن سياسة الإدارة الأميركية السابقة التي اوقفت توريد السلاح إلى الرياض بعد الإدانات الدولية التي واجهتها على اثر استهدافها للمدنيين.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” إن دعم ترامب للرياض لن يكون من دون مقابل، لافتة إلى أن واشنطن تعوِّل كثيراً على دور سعودي في ملفات المنطقة، خاصة لناحية كسر جمود ملف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وشكك خبراء اميركيون في قدرة جيش آل سعود على تحقيق النجاحات في ساحة المعركة على الرغم من المساعدة الأميركية. وفي هذا الإطار، اعتبر مسؤول سابق في “البنتاغون” أن الحرب السعودية لا تتعدى كونها “حملةً غير مأمونة ومأساوية”، إذ أنها لم تنتج إلا المزيد من الفوضى في البلد الفقير، وسط فشل واضح في تحقيق الأهداف المرسومة.