في حين تسعى السعودية إلى إحداث شرخ بين طهران وإسلام آباد، قوبلت موافقة الحكومة الباكستانية على قيادة الجنرال شريف لـ”التحالف الإسلامي”، الذي أسسته الرياض، تلقى معارضة قوية.
تقرير مروى نصار
على الرّغم من موافقة الحكومة الباكستانية على طلب الرياض تعيين القائد السابق للجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف، قائداً للتحالف الإسلامي العسكري، أشارت صحيفة “ذي إكسبرس تريبيون” الباكستانية إلى أنّ آسلام أباد غير مقتنعة بأن المبادرة السعودية بتشكيل التحالف تستهدف الحرب على الإرهاب فقط، بل إنه يوجد مخاوف من أن الغرض الفعلي للتحالف هو تعزيز مصالح المملكة في دول كاليمن وسوريا والعراق، على حساب إيران.
ودفع قرار الحكومة الباكستانية في الموافقة على طلب السعودية في اتجاه حدوث رد فعل قوي داخل باكستان، خاصة من قبل أحزاب المعارضة، التي رفضت أن تكون بلادهم جزءاً في الصراعات في الشرق الأوسط، في حين تحاول السعودية خلق توتر بين باكستان ومحيطها خصوصاً إيران.
ورأت الصحيفة أن رد الفعل الأولي من قبل أحزاب المعارضة، كـ”حزب الشعب” و”حركة الإنصاف” يوحي بأن الحكومة الباكستانية ستواجه أوقاتاً صعبة داخل وخارج البرلمان بشأن قيادة شريف للتحالف.
من جهته، حذر وزير الحدود البامستاني عبد القادر بلوش الجنرال شريف من أن يصبح “مثار جدل في البلاد”، في حال وافق على قيادة التحالف، مما “يضعف الاحترام الذي حظي به في باكستان”.
وعبر المحلل الدفاعي المتقاعد طلعت مسعود عن أمله في تمسك الحكومة الباكستانية بموقفها التاريخي المتمثل في عدم الانضمام إلى أي تحالف على حساب علاقتها مع دول مسلمة أخرى كإيران، خصوصاً وأن التعاون بين القوات المسلحة الايرانية والباكستانية يدعم استقرار المنطقة، بحسب ما أكّد كلٌ من الرئيس الإيراني حسن روحاني والجنرال شريف في زيارة روحاني الأخيرة إلى إسلام آباد.
في المقابل، أبرزت مجلة “ذا نيشن” الأميركية تصريحات وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، عزا فيها قبول طلب الرياض بتعيين شريف قائد للتحالف إلى رغبة باكستان في “تقوية العلاقة مع السعودية”، نافياً أن يكون للقرار تأثير على علاقة باكستان بأية دولة إسلامية أخرى.