يسود، حالياً، تفاؤل كويتي بقرب انطلاق الحوار الخليجي الإيراني، في ظل مساعي المملكة السعودية الدائمة إلى إفشال الحوار مع الجمهورية الإسلامية، تلبيةً لرغبة أميركية.
تقرير محمود البدري
لم تترك الرياض فرصة للحوار مع طهران إلا وأفسدتها، ولا مساعي أية دولة للتقارب إلا وأفشلتها. وما يجري الحديث عنه، لا سيما على لسان نائب وزير الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، عن أن وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج سيجتمعون يوم الخميس 30 مارس/آذار 2017 في العاصمة السعودية الرياض، لبحث الحوار مع إيران والتفاؤل بقرب انطلاق الحوار الخليجي الإيراني، بعد جهود دبلوماسية قادتها بلاده مؤخراً، يبقى مجرد حديث لا يسمن ولا يغني من جوع.
وقدم متابعون لمجريات الأحداث في المنطقة العديد من التساؤلات حول هذا الموضوع، متسائلين بالقول: كيف لدول تتهم أخرى بالتدخل في شؤون المنطقة ومحاولة زعزعة أمنها، أن تعقد اجتماعاً يبحث سبل الحوار؟
وتعد إحدى دواعي هذا التساؤل اجتماع وزير خارجية المملكة عادل الجبير مع وزراء الخارجية للجنة المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، يوم الإثنين 27 مارس/آذار، في مقر انعقاد القمة العربية في منطقة البحر الميت غرب العاصمة الأردنية عمّان، ونقاشهم حول سبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، بحسب وصفهم.
ليس هناك حاجة إلى خبرة استراتيجية كبيرة لندرك دوافع الرياض وراء إفشال أي حوار مع إيران. فقد جعل العداء الإيراني الأميركي الجمهورية الإسلامية تضع القضية الفلسطينية نصب أعينها، وكونها من أهم أعمدة محور المقاومة، دفعت الادارة الأميركية إلى برمجة السعودية على استعداء طهران، وإفشال أية مساعي لتقاربها مع دول الخليج، لتجعلها درعاً في صراعها مع إيران، على الرّغم من أنها، لم تستطع، بحسب مراقبين، تقديم أي دعم للرياض ضد إيران سوى بعملية فاشلة في اليمن ضد “القاعدة” حتى الآن. أمّا طمينات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترامب لبن سلمان لم تكن سوى زينة على مائدة البيت الأبيض.