في وقت نبه فيه قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي مصر من سياسات السعودية الآيلة لتهميش دور القاهرة الكبير في المنطقة، تتجه الأنظار إلى القمة العربية المنعقدة في عمّان لاستشراف مستقبل العلاقة التي ستجمع بين الرياض والقاهرة.
تقرير رامي الخليل
على الرغم من الدور العدواني الذي تؤديه القاهرة ضمن “التحالف السعودي” في الحرب على اليمن، وفي ظل ما يثار من كلام حول لقاء مرتقب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك سلمان في الأردن يهدف إلى تخفيض مستوى التوتر بين بلديهما، فإن قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي حاول توضيح المشهد الحقيقي للقيادة المصرية، خاصة لناحية فضح نوايا الرياض اتجاه القاهرة وسياساتها الهادفة لتغييب دور مصر في المنطقة ومصادرة قراراتها الاستراتيجية.
وكان مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية المصري الأسبق، معصوم مرزوق، قد أكد كلام الحوثي، إذ أشار إلى أن السعودية تبحث عن مخلص لها من مأزقها في اليمن بعد مرور عامين على بدء حربها، لافتاً إلى أن العدوان السعودي “لم يحقق أي هدف ملموس على الآرض، بل على العكس إنه يعاني من انتكاسات متتالية”.
ويرى مراقبون دبلوماسيون أن الاختلافات بين مصر والسعودية تضع الدولتين أمام خيارين: الأول هو حصول افتراق استراتيجي بينهما يترتب عليه انضمام مصر إلى المحور المناوئ للسعودية، أمّا الخيار الثاني فهو استمرار الطرفين، ومن باب حاجة كل منهما للآخر، بإدارة خلافاتهما بطريقة تسمح لهما بدرجة معينة من الحفاظ على نوع من التعاون والتنسيق.
لا تزال الرياض تبحث عمن يخرجها من المستنقع الدموي الذي أوقعها فيه ولي ولي العهد محمد بن سلمان، الأمير الذي لم يتأخر في إظهار مراهقته السياسية بشكل مبكر، فأدخل المملكة في أتون حرب عبثية، ظهرت نتائجُ فشلها بعدما أخفق باحتساب عواقب قراراته الصبيانية.