لم توقف الرياض محاولاتها تلغيم الأردن القمة العربية على أراضيه، فيما تعمل عمان على تفكيكها لعدم الدخول في إحراج يرتبط باتخاذ موقف يُحمِّل إيران مسؤولية دعم الإرهاب.
تقرير رامي الخليل
يُحسب لعَمّان اجتيازها الفخ المزدوج الذي نصبته لها كل من الرياض والمنامة، إذ تمكن وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي من تأجيل نقاش موسّع في اجتماع وزراء الخارجية العرب في البحر الميت الثلاثاء، إلى اجتماع قمة الزعماء العرب الأربعاء، وهو أمر أسهم بإعفاء بلاده من إحراج كبير يرتبط باتخاذ موقف يُحمِّل ايران مسؤولية دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
وجد الموقف التصادمي للسعودية التي لا تترك فرصة إلا وتحاول التصويب فيها ضد طهران، صداً من داخل دول الخليج، حيث تصدت له عُمان، كما أبدت الكويت تحفظها عليه، فيما فضل الأردن ومصر الصمت، وذلك نظراً إلى العلاقة المصرية مع الجمهورية الإسلامية، وميل الأردن إلى الوسطية من جهة، ولكونه دولة مستضيفة وترأس القمة من جهة ثانية.
يشير مراقبون إلى أنّ عَمّان تخشى أية حسابات قد تؤخذ عليها بعدما جلست أخيراً على طاولات الحوار المتعلقة بالأزمة السورية، ما يجعلها أيضاً مضطرة لمواربة بابها. وتطرقت صحيفة “كوميرسانت” الروسية إلى غايات السعودية في التحشيد ضد إيران، مشيرة إلى الدور الذي تلعبه السعودية مع الإدارة الأميركية الجديدة، لدفعها نحو “بناء تحالف ممكن أن تنضم إليه إسرائيل وتركيا، موجه ضد إيران”، فيما تسعى طهران إلى مد جسور التواصل مع دول المنطقة لإشاعة نوع من الاستقرار ينهي الحروب القائمة.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير، أن الولايات المتحدة والسعودية “تعملان على توحيد القوى لتحجيم إيران”، لافتة إلى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب “يعمل على إظهار إيران بمظهر الراعي الرئيس للإرهاب في العالم”.
وأشار التقرير إلى أن “التغلب على الانعزال المتبادل الذي ساد العلاقة الأميركية السعودية خلال العام الماضي، فرضه تطابق الأهداف الرئيسة باحتواء تنامي النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي الإيراني في الشرق الأوسط، وفي هذا فإن المملكة ستحاول دفع واشنطن إلى الإنغماس أكثر في الصراعات العسكرية القائمة، في محاولة لاستخدام القوة الأميركية لأغراضها الخاصة”.