كيف أثارت موجة من عمليات القتل في البحرين شكوكًا عن وحشية الدّولة؟، سؤال طرحه مارك أوين جونز في مقال نشره على موقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالي، حيث رأى أن في البحرين الحديثة، من الصّعب إثبات الحقيقة وراء الوفيات العنيفة.
تقرير شيرين شكر
الكاتب استعرض بعض حالات الوفيات التي أثارت لديه الشكوك، من إطلاق النّار على صحافية شابة، أمام ابنها الى تنُفِّيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة مواطنين بحرينيين على خلفية مزاعم بقتلهم لثلاثة من عناصر الشّرطة.
وبعد مضي فترة قصيرة على ذلك، لم يكن هناك أي شيء يذكر عن مقتل ثلاثة بحرينيين في ظروف غير عادية في البحر. وصرّحت وزارة الدّاخلية أنّ سّجناء باشروا بإطلاق النّار على شرطة خفر السّواحل، التي ردّت بقتل الفارين الثلاثة، ووزعت أيضًا شريط فيديو معدل عن هذه العملية الخاصة للشّرطة. وبتصويرها بثلاثة كاميرات مختلفة على الأقل، فإن اللقطات المأخوذة أدّت لأن يطرح الكاتب هذه الأسئلة لماذا لم يتم توزيع شريط الفيديو الكامل؟، ولماذا لم يكن هناك أي دماء على القارب؟، لماذا تم كتم الصوت؟، ولماذا قيّدت وزارة الدّاخلية عمليات الدّفن التّالية، ومنعت النّاس من التقاط الصّور؟. ولِمَ يبدو أن الروايات القليلة للذين رأوا الجثث لا تتلاءم مع الإصابات المذكورة في شهادات الوفاة؟ أساسًا، كيف أسفرت العملية عن ثلاثة وفيات؟.
يميل بعض المحللين للوضع البحريني إلى أن ينسبوا القمع الوحشي المتزايد إلى الصراعات الداخلية للأسرة الحاكمة بين المتشددين والمعتدلين.
لكن العلاقات الدّولية تلعب دورًا كبيرًا في ديناميات القمع. وقد تراوح ذلك بين الضباط البريطانيين الذين أفيد عن تدريبهم لقوات الأمن البحرينية، والضّغط السّعودي على الحكومة البحرينية لفرض عقوبات الإعدام على السّجناء السّياسيين.
على النّقيض من ذلك، كنت العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا قد شجعت سابقًا الحكومة البحرينية على البدء بإصلاحات، ظاهريًا على الأقل. إلا أن منعطفا وحشيا تجدد بالتزامن مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويمكن لهذا أن يشجع الحكام الخليجيين على قمع المعارضة التي يدّعون أنّها "مدعومة من إيران".