فرض دونالد ترامب أجندته على القمة العربية، بدورتها الثامنة والعشرين. وجاء إعلان عمان متماهيا مع توجهات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط. العرب لبوا النداء نحو تسوية جديدة، قد تكون تاريخية، مع الكيان الإسرائيلي، إلى جانب مواجهة إيران وتقليص نفوذها.
تقرير محمود البدري
نصف فشل ونصف نجاح، هكذا وصف مراقبون القمة. سبب الفشل، عدم قدرة القمة والجامعة العربية على لعب أي دور جامع بين العرب، إلا بقرار دول غربية. أما النجاح، فهو تحقيق ملك الأردن عبد الله الثاني أهداف الولايات المتحدة التي يزورها بعد أسابيع.
إخفاق المصالحة المصرية ــ القطرية التي كانت إدارة ترامب تدفع إليها خلال الأسابيع الماضية، قابلتها عودة الدفء إلى علاقات القاهرة بالرياض، برعاية أميركية أيضا، بعد فترة من التوتر. فكانت من أبرز لقاءات القمة.
وبحسب المعلومات، فإنّ الأيام المقبلة ستشهد زيارات للمسؤولين السعوديين للقاهرة، بالتزامن مع زيارات مماثلة من المسؤولين المصريين للرياض، على أن يجري ترتيب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للرياض في خلال ستة أشهر، وربما أقل، تتبعها زيارة الملك سلمان لمصر.
توجهات ترامب انعكست أيضا في التقارب بين الرياض وبغداد.
الملك سلمان التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد أسابيع على دفع الولايات المتحدة للمملكة نحو التقرب من العراق، في مسعى إلى مواجهة النفوذ الإيراني، بحسب ما أكد مستشارو ترامب في تصريحاتهم.
قمة صرفت لأجلها آلاف الدولارات، دون أن تقم أي جديد لإحداث خرق في الواقع العربي الميت، في وقت أنّ الشعوب العربية تموت جوعاً وعوزاً.
السيناريو ذاته سيتكرر العام المقبل، ولكن هذه المرّة من الرياض بعد أن تنازلت دولة الإمارات عن دورها في استضافة القمّة، مسلفة موقفاً مجانياً إلى السعودية.