قدم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اعتذاراً رسمياً للسعودية، وذلك على خلفية الاعتداء الذي تعرض له المتحدث باسم قوات العدوان السعودي على اليمن، أحمد عسيري، من قبل بعض الناشطين المحتجين على جرائم السعودية في اليمن، في لندن.
وتقدم جونسون باعتذاره خلال اتصال هاتفي أجراه مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كاشفاً عن اهتمامه بالقضية وما ستسفر عنه نتائج التحقيقات بالحادثة المذكورة. وبالرغم من أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه في بلد يراعي حرية التعبير، يرى مراقبون أن ضغوطا كبيرة مورست على وزير الخارجية البريطاني لتقديم الاعتذار للسعودية، خاصة أن جونسون، ومنذ تعينه من قبل رئيسة الوزراء تيريزا ماي، كان له تصريحات علنية وصفت بـ”الخاصة” تجاه الرياض.
ونشرت صحيفة “غارديان” البريطانية قبل أشهر تقريراً تحدثت فيه عن انتقاد ماي لتصريحات جونسون حول السعودية بعد مشاركتها في قمة مجلس التعاون الخليجي. وقالت الصحيفة، في التقرير يومها، إن الجدل الذي أثارته تصريحات بوريس جونسون الأخيرة حول السعودية “يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى قدرته على أداء مهامه في وزارة الخارجية البريطانية، بعد أن اتهم جونسون السعودية بتحريك الدمى “في حرب بالوكالة” في كامل منطقة الشرق الأوسط”.
وجاءت هذه التصريحات في وقت شاركت فيه رئيسة الوزراء البريطانية في قمة مجلس التعاون الخليجي الـ37 التي عقدت في البحرين، في أول زيارة لها للشرق الأوسط بعد استلامها رئاسة الحكومة البريطانية، والتي أعلنت ماي فيها، استعداد بلادها للمساهمة في تعزيز أمن دول الخليج، ما وصف حينها بتصريحات ماي “المغطاة بالبترودولار”.
ويبقى السؤال ينتظر الإجابة: هل خُيِّر جونسون بين الاعتذار للسعودية وبين الإطاحة من منصبه؟